أنا

أنا

السبت، 26 يوليو 2014

قذائف الحق !

عن نفسي لا أؤمن بما يسمى القومية العربية أو بالأحرى القومية الإسلامية إنما هي مجموعة شعوب مختلفة الخصائص الجينية والأصل والتاريخ والعادات والديموجرافية السكانية حدثت لها محاولات على مدى التاريخ لدمجها ولكنها سرعان ما كانت ترتد بنفس اللغة وشريحة كبيرة بنفس الدين وسرعان ما أضفت عليهما لهجاتها المحلية وعاداتها وموروثاتها وبنيتها الجينية الخاصة بها..القومية ليست السبب الذي يجب أن نتعاطف مع الفلسطينيين لأجله..أتعاطف مع الفلسطينيين تماما كمواطن إيطالي مثلا متجه إلى غزة على متن سفينة لكسر الحصار عنها وبإنسانية كاملة وإدراك لحقهم..القومية وشعاراتها هي سبب تعقد المشكلة بالأساس (اليهودية والإسلامية) وصولا إلى أن إسرائيل قد أصبحت أمرا واقعا وحقيقة لا راد لها..العنف الديني والقومي لا يحمل في مقابله إلا عنفا دينيا وقوميا وشئت أم أبيت فإن إسرائيل دولة متقدمة تستخدم آليات الديمقراطية في إدارة شئونها والآن تخيل معي مواطنا إسرائيليا عاديا يجلس في بيته يشاهد التليفزيون ليسمع تصريحات مستمرة من قادة حماس بعدم إعترافهم بدولته وباضطراره المستمر للذهاب إلى مخابيء تحت الأرض خوفا من صواريخ عشوائية قد تسقط عليه في بيته أو وهو ذاهب للتسوق ثم يطل عليه قادة الأحزاب اليمينية الإسرائيلية المتطرفة يدعونه لانتخابهم حتى يطبقوا سياسات لردع هؤلاء العرب الإرهابيين المتعطشين للدماء ويجدها الحاخامات السلفيين فرصة ليذكروه بواجبه الديني فيستولي المتطرفين على أغلبية برلمانية تمكنهم من تطبيق سياسات قمعية استيطانية تجاه الفلسطينيين (وهنا يتجلى استخدام الديمقراطية لخدمة معتقدات الدولة الدينية)..يقمعوا الفلسطيننين ويذبقونهم القتل والذل والتعذيب والتشريد فلا يقفوا مكتوفي الأيدي ويردون الصاع مع الفارق بين إمكانيات دولة وجيش نظامي وميليشيات وحركات مقاومة مع وجود قيادات إسلامية متطرفة تعطي عملية المقاومة صبغة دينية فتسقط صواريخ المقاومة على المدن الإسرائيلية أويتم اختطاف أحدهم (أو ثلاثة)..فيستغل المتطرفين اليمينيين الإسرائيليين الفرصة ليقولوا لمواطنهم (شفت..مش قولنالك) ثم تدور الدائرة مرة أخرى و يتغذى ميراث الغل والكراهية بالمزيد والمزيد.
يجب علينا ان ندرك الحقيقة السابقة ونفكر في كيفية تشجيع المواطن الإسرائيلي على انتخاب حكومات وسطية أو معتدلة او حتى يسارية ودعمه لمنظمات مجتمع مدني تدرك حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم..المواطن الإسرائيلي الذي ولد على أرض إسرائيل ولم يكون موجودا وقت التأسيس ولم يشارك في الحرب وبدأت الحنجورية اليهودية تخفت في صوته بمرور الوقت ويتمنى أن يعيش حياة طبيعية ولن يقبل أن يقول له أحد أنه ينتمي لكيان صهيوني ودولة غير شرعية..المواطن الإسرائيلي الذي يعيش الأن بنفس قيم العصر الحديث حيث لم يعد يعيش في جزيرة منعزلة يلقنونه داخلها أن الدول المحيطة كذا وكذا وكذا..وكذلك نحن..قيم العصر التي تفرض تقاربا إنسانيا رغم أنف الحكومات والقوميات..لي أصدقاء فلسطينيين وكذلك صديق إسرائيلي على الانترنت تقريبا يعيشون نفس نمط الحياة..يستمعون تقريبا لنفس الأغاني والأفلام..يمرون بنفس المشاكل الشخصية..نحتاج
لمحو الميراث السابق ليقف أبنائنا بعد عدة أجيال يتعجبون عن السبب الذي دعا لكل هذا الدمار والحرب..أبناء أكثر إيمانا منا بالإنسانية حقا