كان ابن مفرغ الحميري شاعرا عاش في زمن معاوية بن أبي سفيان وله أهاج
كثيرة في زيادابن أبيه وأولاده .وقد ركب مرة مع عباد بن زياد وكانت له لحية
كثيفة فهبت ريح فانتفشت لحية عباد فقال ابن مفرغ هذا البيت الشهير :
( ألا ليت اللحى كانت حشيشا ...فنعلفها خيول المسلمينا )
اللحى في عصرنا هذا لا تحمل إلا معنى واحد..المزايدة..أنا أربي لحيتي إذا أنا أقرب منك وأكثر تمسكا بديني وبسنة رسولي حتى وإن كنت كنت شخصا محدودا أو منحط التفكير..دائما تجد أن أكثر الأشخاص تدخلا في شئون الآخرين وإصدارا للأحكام عليهم من ذوي اللحى (هناك أيضا اللحى التي تنبنت من العقل) وهو لا يستحي من عرض آراءه الخاصة في الآخرين عليهم دون مراعاة لأي خصوصية أو ذوق فهو بهذه الهالة الإيمانية التي يضفيها على نفسه يحمل تصريحا إلاهيا بالتدخل في شئون الآخرين تحت راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من وجهة نظره هو وأشباهه.
اللحية كذلك تعطي لحاملها تعريفا اجتماعيا..فعندما تراه تستطيع غالبا تحديد هويته الفكرية والشخصية..يتحدث المفكر الإسلامي عبد الجواد ياسين في كتابه(مقدمة في فقه الجاهلية المعاصر) عن حديث غالبية أهل الفقه أن على غير المسلمين لبس لباس ذا لون مخالف للباس المسلمين وهيئة دون هيئتهم..وكذلك ألا تعلو أصوات نواقيسهم وتلاوة كتبهم وألا تعلو أبنيتهم عن أبنية المسلمين وأن يمنعوا من ركوب الخيل وأن يخفوا دفن موتاهم ولا يجاهروا بندب عليهم إلخ....فاللحية واللباس وغيرهم كانت في البداية لتمييز المسلم من غير المسلم وحاملها يعلن في قوة أنه ينتمي إلى هذه الجماعة والجيل القرآني الفريد كما يقول سيد قطب وليس لي مشكلة معه طالما أنه (واخد جنب)و(قاعد ف حتة ناشفة) فإذا حاول أن يمارس قلة ذوقه معي (وأدعو أي شخص لذلك)سأذيقه من الشتائم ما يتعلق غالبا بنشاطات الوالدة قبل شروق الشمس وبعد غروبها..المشكلة تبدأ حينما يستغل هذا الشخص المسجد مثلا في التحريض ضد كل من هو مختلف عن مفهومه للدين فتحمل الأنفس الضغينة والكراهية ضد كل آخر..المشكلة تبدأ حينما يمتد هذا الأمر مثلا لجهاز الشرطة كما رأينا من قبل..من المفترض أن فرد الشرطة هو يد القانون و شخص يمثل القوة التنفيذية للدولة صاحبة الحق الوحيد في احتكار القوة فهو يقف على مسافة واحدة من جميع المواطنين بغض النظر عن الدين والجنس والمعتقدات وغيره وبالتالي لا يجب أن تحمل هيئته ما يشير إلى انتمائه إلى أي جماعة أو تيار أو عقيدة ما (أكره الحديث في البديهيات ولكن هذا ما وصلنا إليه للأسف) فهذا قد يعرضه للتمييز ضد المواطنين..قس على ذلك الموظف في المصلحة الحكومية..المعلم في المدرسة وغيره..ولي مع المعلمين الملتحين من القصص ما لا ينتهي..فأحدهم مثلا حدثنا مرة أثناء طفولتنا (في المرحلة الإعدادية تقريبا) أنه إذا كنت تسير في طريق وقابلك شخص مسيحي فلا تفسح له الطريق بل هو الذي وجب أن يفسحه لك وقد كان مدرسا للألعاب فكان يمنعنا من النزول للعب أحيانا لكي يجلس إلينا في الفصل يبث إلينا سمومه ولم يكن مدير المدرسة ليقول كلمة فهو شخص ملتحي وملتزم..وآخر في الثانوية كان مدرسا للأحياء لم يكن يكف أبدا عن الحديث عن المرأة ساخرا من طريقة لبس الفتيات وخروجهم إلى الشوارع وإلى المصايف إلخ وذاكرا بعض الإيحاءات الجنسية من وقت لآخر ليلهب خيالنا ويقنعنا بضرورة اخفاء هذا الكائن المسمى بالمرأة قدر المستطاع والذي يرتبط كل الفساد الديني والأخلاقي عنده بها.
ومعظم هؤلاء الأشخاص يحملون في أنفسهم شيء ما تجاه المرأة..فهم يعشقونها..عشق يصل إلى درجة الهوس بها والجنون من رؤيتها فهي المتعة الحقيقية الوحيدة والملموسة له
..هي محور كل شيء..هو رمز للطهارة والنقاء وهي رمز للغواية والخطيئة واللذة والشهوة فكل خطأ يقع عليها ولا يستطيع أن يبعدها عن ذهنه أبدا حينما يفسر أفعال وأفكار الآخرين تمهيدا لممارسة خرائه الفكري عليهم..هو لا يستطيع أن يبعد فكرة الجنس عن ذهنه حين ينظر إلى المرأة وبالتالي فهو يرى الجميع مثله (والأمر له حد صحي ولكن كما قلنا فالأمر عنده هوس حقيقي)
أرى أن اللحية هي نوع من ميكانزمات الدفاع التي يمارسها العقل للهروب من مواجهة واقع ما أو نمط حياة لا يستطيع التغلب عليه أو تجاوزه..الإنسان في الغالب لا يستطيع تحمل فكرة أنه غير مميز وأنه ليس محور اهتمام الآخرين..أنه محدود التفكير أو القدرات.. ومن هنا تنشأ فكرة الاستعلاء بالدين أو الأفضل أن نقول الاستعلاء باللحية
( ألا ليت اللحى كانت حشيشا ...فنعلفها خيول المسلمينا )
اللحى في عصرنا هذا لا تحمل إلا معنى واحد..المزايدة..أنا أربي لحيتي إذا أنا أقرب منك وأكثر تمسكا بديني وبسنة رسولي حتى وإن كنت كنت شخصا محدودا أو منحط التفكير..دائما تجد أن أكثر الأشخاص تدخلا في شئون الآخرين وإصدارا للأحكام عليهم من ذوي اللحى (هناك أيضا اللحى التي تنبنت من العقل) وهو لا يستحي من عرض آراءه الخاصة في الآخرين عليهم دون مراعاة لأي خصوصية أو ذوق فهو بهذه الهالة الإيمانية التي يضفيها على نفسه يحمل تصريحا إلاهيا بالتدخل في شئون الآخرين تحت راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من وجهة نظره هو وأشباهه.
اللحية كذلك تعطي لحاملها تعريفا اجتماعيا..فعندما تراه تستطيع غالبا تحديد هويته الفكرية والشخصية..يتحدث المفكر الإسلامي عبد الجواد ياسين في كتابه(مقدمة في فقه الجاهلية المعاصر) عن حديث غالبية أهل الفقه أن على غير المسلمين لبس لباس ذا لون مخالف للباس المسلمين وهيئة دون هيئتهم..وكذلك ألا تعلو أصوات نواقيسهم وتلاوة كتبهم وألا تعلو أبنيتهم عن أبنية المسلمين وأن يمنعوا من ركوب الخيل وأن يخفوا دفن موتاهم ولا يجاهروا بندب عليهم إلخ....فاللحية واللباس وغيرهم كانت في البداية لتمييز المسلم من غير المسلم وحاملها يعلن في قوة أنه ينتمي إلى هذه الجماعة والجيل القرآني الفريد كما يقول سيد قطب وليس لي مشكلة معه طالما أنه (واخد جنب)و(قاعد ف حتة ناشفة) فإذا حاول أن يمارس قلة ذوقه معي (وأدعو أي شخص لذلك)سأذيقه من الشتائم ما يتعلق غالبا بنشاطات الوالدة قبل شروق الشمس وبعد غروبها..المشكلة تبدأ حينما يستغل هذا الشخص المسجد مثلا في التحريض ضد كل من هو مختلف عن مفهومه للدين فتحمل الأنفس الضغينة والكراهية ضد كل آخر..المشكلة تبدأ حينما يمتد هذا الأمر مثلا لجهاز الشرطة كما رأينا من قبل..من المفترض أن فرد الشرطة هو يد القانون و شخص يمثل القوة التنفيذية للدولة صاحبة الحق الوحيد في احتكار القوة فهو يقف على مسافة واحدة من جميع المواطنين بغض النظر عن الدين والجنس والمعتقدات وغيره وبالتالي لا يجب أن تحمل هيئته ما يشير إلى انتمائه إلى أي جماعة أو تيار أو عقيدة ما (أكره الحديث في البديهيات ولكن هذا ما وصلنا إليه للأسف) فهذا قد يعرضه للتمييز ضد المواطنين..قس على ذلك الموظف في المصلحة الحكومية..المعلم في المدرسة وغيره..ولي مع المعلمين الملتحين من القصص ما لا ينتهي..فأحدهم مثلا حدثنا مرة أثناء طفولتنا (في المرحلة الإعدادية تقريبا) أنه إذا كنت تسير في طريق وقابلك شخص مسيحي فلا تفسح له الطريق بل هو الذي وجب أن يفسحه لك وقد كان مدرسا للألعاب فكان يمنعنا من النزول للعب أحيانا لكي يجلس إلينا في الفصل يبث إلينا سمومه ولم يكن مدير المدرسة ليقول كلمة فهو شخص ملتحي وملتزم..وآخر في الثانوية كان مدرسا للأحياء لم يكن يكف أبدا عن الحديث عن المرأة ساخرا من طريقة لبس الفتيات وخروجهم إلى الشوارع وإلى المصايف إلخ وذاكرا بعض الإيحاءات الجنسية من وقت لآخر ليلهب خيالنا ويقنعنا بضرورة اخفاء هذا الكائن المسمى بالمرأة قدر المستطاع والذي يرتبط كل الفساد الديني والأخلاقي عنده بها.
ومعظم هؤلاء الأشخاص يحملون في أنفسهم شيء ما تجاه المرأة..فهم يعشقونها..عشق يصل إلى درجة الهوس بها والجنون من رؤيتها فهي المتعة الحقيقية الوحيدة والملموسة له
..هي محور كل شيء..هو رمز للطهارة والنقاء وهي رمز للغواية والخطيئة واللذة والشهوة فكل خطأ يقع عليها ولا يستطيع أن يبعدها عن ذهنه أبدا حينما يفسر أفعال وأفكار الآخرين تمهيدا لممارسة خرائه الفكري عليهم..هو لا يستطيع أن يبعد فكرة الجنس عن ذهنه حين ينظر إلى المرأة وبالتالي فهو يرى الجميع مثله (والأمر له حد صحي ولكن كما قلنا فالأمر عنده هوس حقيقي)
أرى أن اللحية هي نوع من ميكانزمات الدفاع التي يمارسها العقل للهروب من مواجهة واقع ما أو نمط حياة لا يستطيع التغلب عليه أو تجاوزه..الإنسان في الغالب لا يستطيع تحمل فكرة أنه غير مميز وأنه ليس محور اهتمام الآخرين..أنه محدود التفكير أو القدرات.. ومن هنا تنشأ فكرة الاستعلاء بالدين أو الأفضل أن نقول الاستعلاء باللحية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق