أنا

أنا

الأربعاء، 10 سبتمبر 2014

هكذا تكلم إلى أشباحه ثم مال برأسه ومات مرتين !


بقلم:محمود فؤاد

ألم:

يستمتع الإنسان بالألم أكثر من النشوة..الانتشاء غالبا شيء بسيط جدا ولحظي جدا ومحدود جدا وليس هو القاعدة..الشعور بالألم أكثر تعقيدا وإيحاءا للذات إما بقوتها أو أنها الظروف الغير مواتية والتعرض للظلم (إيجاد تبريرات لا يتفهمها إلا صاحبها) وحتى جلد الذات الذي إما يوحي لها بالصلابة وتحمل المسئولية أو هو إشارة للتحرر من الأعباء وهو ما يهفو
إليه الإنسان أصلا في عقله الباطن .. أحيانا يلجأ الإنسان للاقتران بين أحداث معينة سعيدة مثلا و ألم تعرض له ليجعلها ذكريات أكثر عمقا وتجربة حقيقية..الكلمات التي تعبر عن السعادة غالبا ما يستتر ورائها معاني الألم..فالشعور بالحب مثلا يحمل دائما احتمال أن تتعرض للألم بسبب هذا الحب..الشعور بالسعادة حيث تتوافر ظروف معينة معرض دائما للخطر لاعتماده على هذه الظروف..عندما تحقق نجاح ما فيجب أن تحافظ عليه وهكذا..فالألم حقيقي وواقعي وباق دائما..هنا تنشأ الحاجة إلى خوض الحياة تحت شعار أن الألم الحقيقي هو السعادة الحقيقية..السعادة في التجربة المؤلمة التي تعيشها أنت نفسك دون سواك في هذا العالم..البحث عن السعادة هو كالعيش في عالم افتراضي أو استخدام المخدرات لكن لا تجعله أبدا محور حياتك..أبحث عن الأشياء المؤلمة لك فهي دائما ستلهمك الحقيقة التي تبحث عنها..عندما تدرك أن الألم هو الحقيقة..الألم هو ما يدفعك ويحركك وليست السعادة..السعادة تعني بداية السقوط..ربما يجب أن تبدأ في البحث عن ما يسمى بالإثارة بديلا للسعادة.

***********
حرية:

الحرية الحقيقية هي أن نتحرر من الإنسان إلى ما هو أرقى..حرية العقل.. الصورة المفضلة لدي في أدب الخيال العلمي حيث المخ يسبح في سائل للتغذية بينما تتراقص الإشارات الكهربية على سطحه..أو الصورة الأكثر ثورية حيث يتحرر الإنسان من جسده بالكامل ويتحول إلى حالة من الوعي اللا محدود الذي ينتقل عبر الفضاء اللانهائي بلا حدود أو قيود..ربما نخلق الماتريكس كما صوره wachowski brothers في رائعتهم وليس بالضرورة بالشكل الذي تناوله الفيلم ....التحرر من الجسد وأعبائه..هذه هي الحرية الحقيقية..ربما على المستوى البيولوجي..إنسان أكثر قوة بعقل متطور وفائق وتراكيب قوية والقدرة على الاحتفاظ بكم هائل من الطاقة..مع عدد أقل من ساعات النوم..أن يمشي البشر على الأرض في يوم من الأيام فكأنك تمشي في البانثيون الإغريقي فترى أبوللو و هاديس و زيوس و هيرميس وهيبيستوس وغيرهم..هذا ما يجب أن توظف الحضارة من أجله وليس أي شيء آخر بأي مسمى وبأي وسيلة..أيدلوجية الطبيعة الأم..وإلا فليس هناك أي قيمة حقيقية لأي نشاط إنساني...نحتاج إلى عالم يحكمه العلماء والفلاسفة وليس مجموعة من الجهلة والمتعصبين

***********

جاذبية:

ما يحكم شعورنا بالاتجاهات هي الجاذبية الأرضية وسطح الأرض في اتجاهها..فماذا لو انعدمت الجاذبية أو أصبحنا خارج الكوكب..لن يكون هناك ما يسمى بالاتجاهات أو ما هو بالأعلى أو بالأسفل إلا إذا اعتمدنا على أجرام معينة وتثبيت وضعيات معينة وعوامل فيزيائية أخرى وبشكل افتراضي..تخيل أنك تقف داخل كرة مغلقة بلون واحد ولا تخضع للجاذبية..أين سيكون الأعلى أو الأسفل أو الشرق والغرب..سيتحول الأمر إلى كم لا نهائي من الاحتمالات..يعتبر الإغريقيون أن الدائرة هي أكمل الأشكال ويتخيل العلماء الكون على شكل فقاعة تسبح وسط فقاعات تمثل أكوانا أخرى..معظم الأجرام السماوية كروية الشكل..فعندما تقول اتجه شرقا على سطح الأرض فهو تعبير مخل جدا لأنك ستعود دائما إلى نفس النقطة..ولكن بشكل نسبي فأنت على حق..هناك ما يسمى بالشرق مع تفهم النقطة السابقة..هذا هو قانون الطبيعة..كل شيء نسبي..من ناحية أخرى لو كانت الجاذبية الأرضية غير موجودة فهل سنكون في حاجة لأقدامنا وسيقاننا؟؟ أم أن الأرجل والسيقان تكونت بسبب وجود الجاذبية الأرضية؟؟..كما يقول البعض فقد خلق الله الإنسان على صورته.. فهل الله يخضع لقوانين الجاذبية؟!..من هنا تنفي هذه المقولة صحتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق