بقلم:محمود فؤاد
تقف الملكة (سيرسي) أعلى السلم المؤدي إلى مبنى كاتدرائية عملاقة تعلو تلة مرتفعة لا يضاهيها في الارتفاع سوى القصر الملكي الواقع في الجهة المقابلة من المدينة..اجتمعت المدينة بأكملها لمشاهدتها وهي تؤدي مشية العار عارية تماما تشق المدينة من أقصاها إلى أقصاها وصولا للقصر الملكي بين هذه الحشود..يقف الكاهن الاعلى ليدينها بتهم الزنا والفجور وأنها اعترفت وطلبت الغفران وأنها ستكفر الآن عن ذنوبها.. ويأمر الأخوات لتزيل عنها غطاء جسدها فتقف هناك ترتجف شاخصة البصر تحت شعرها الذي تم جزه قبل أن تغادر زنزانتها في قبو المبنى الشاهق..تدفعها أخت بعنف وتؤرجح الجرس في يدها وتزعق بصوت قوي محتقر ::((عار..عار)) تكررها في ثنائيات أو ثلاثيات أو تنطقها مرة واحدة بينما يشقون الطريق وسط هذه الحشود يتقدمهم أخان آخران حاملان هراوات يدفعون بها من يعترض الطريق أو يؤدبون بها من يتجاوز الحدود..يبدأ الجميع في الصياح:((عاهرة))..((فاسقة))..((مذنبة))..((تعيش الأثداء الملكية))..يتجرأ البعض بمرور الوقت وقد تجاوز دهشة أن هذا يحدث بالفعل ويعترض طريقها ملوحا بعضوه الذكري..تقوم أخرى بالبصق على وجهها..تعترض غانية طريقها بجسد شبه عاري وتقول لها انها ضاجعت فقط نصف العدد الذي ضاجعها..يقذفونها بالقاذورات والفضلات من شتى الأنواع..تطل من وجهها نظرة تقول أن هذا لا يحدث بالتأكيد
***مشهد مقتبس من رواية (الرقص مع التنانين ) لجورج رر مارتن والتي تدور أحداثها في أرض ويستيروس الأسطورية في أجواء شبيهة بأجواء العصور الوسطى
*********
الموصل..العراق
ساد الزحام ساحة أحد الاحياء القديمة بالمدينة العتيقة وارتفع صياح الباعة الجائلين وباعة الخضر والفواكه وقد ارتفعت درجة الحرارة لحد مخيف ساد معه جو من التعجل والتأفف للهروب من هذا الطقس الخانق وعبر عدد قليل من السيارات هنا وهناك لتمر بصعوبة شديدة من هذا الزحام..شق المكان فجأة من الطريق الرئيسي المؤدي للساحة ثلاث عربات تويوتا سوداء اثنتان بصندوق خلفي والوسطى فان على جانبها جميعا دائرة بيضاء كتب بداخلها (محمد رسول الله)أعلاها كتب (لا إله إلا الله) وأسفلها كتب بخط عريض (الدولة الإسلامية في العراق والشام)..توقف الرتل في أحد أركان الساحة فاختفى الزحام من منتصفها وتحلق عند الأطراف وغادر الجميع المحلات المحيطة بالمكان وأطلوا من النوافذ والشرفات المحيطة بالساحة..ترجل من العربة في المقدمة رجل يغطي وجهه بلثام أسود ويرتدي بذلة عسكرية خاكية اللون عليها صديري أسود مضاد للرصاص ويحمل سلاحا آليا بيد واحدة موجها فوهته لأعلى..تقدم إلى منتصف الساحة وأدار وجهه ببطء في وجوه الجميع بينما غادر مجموعة مسلحين يرتدون أزياء مشابهة العربات وبدءوا في تطويق المكان وإبعاد الجميع بعدها التفت الرجل في المنتصف إلى العربة الفان وأشار برأسه فغادر مقدمتها كهل يرتدي جلبابا وصديريا وعمامة سوداء بلحية بيضاء وخطها السواد هنا وهناك تقدم إلى المنتصف وبدأ في القاء الأوامر فانهمك بعض المقاتلين في جمع حجارة مسننة الأطراف من هنا وهناك وتقدم أحدهم إلى العربة الفان وطرق علي بابها فانفتح من الداخل وبرز منه مقاتلان أخرجا رجلا مكبلا معصوب العينين بعصابة سوداء وأخذا يجرانه بعنف إلى المنتصف بينما بدأ الكهل يردد :((ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين))..تطبيقا لحدود الله وفرضا لشريعته حكمت المحكمة الشرعية بالموصل على المدعو (........) بالرجم حتى الموت لممارسته الزنا والفجور وكما ورد على لسان المولى عز وجل وأيده أهل السنة والجماعة ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم))..ثم تراجع إلى الخلف والتفت إلى مقاتليه وتناول بعض الحجارة من أحدهم وبدأ في القذف فتبعه الجميع في هستيريا والدماء تتفجر من رأس الرجل وتصبغه بالكامل وهو يصرخ باستمرار:((لم أفعل شيئا..لم أفعل شيئا))..كان بعض المحيطين بالساحة قد تحمسوا وبدأوا في المشاركة بينما أشاح آخرون بوجوههم..ارتفعت الأصوات:((أيها الزاني النجس))..((لعنة الله عليك))..((عاهر))..((الله أكبر))..استمرت العملية 15 دقيقة قال بعدها الكهل أن عملية الرجم فد انتهت فتوقف الجميع وحملت جثة الرجل إلى العربة الفان مرة أخرى
*********
منوعات:
-تفكر العاصمة الأفغانية كابل في إعادة العمل بعقوبة الرجم حتى الموت علنا على مرتكبي الزنا، والتي كان معمولا بها أيام حكم حركة طالبان المتشددة، وذلك وفقا لما أعلنته وزارة العدل الأفغانية ومنظمة هيومن رايتس ووتش. المصدر:skynews
-وفي الصومال حدثت واقعتان شهيرتان لتطبيق عقوبة الرجم..ففي أكتوبر 2008 تم دفن فتاة في الثالثة عشرة تدعى "عائشة إبراهيم" حتى عنقها ورجمها حتى الموت أمام أكثر من ألف شخص بعد اتهامها بالزنا من قبل رجال يشتبه أنهم اغتصبوها وفقا لتقرير الأمم المتحدة التي أدانت الحادث..ثم في ديسمبر 2009 تكرر الحادث بواسطة مجموعة متمردة تابعة لحزب الإسلام الصومالي..حيث دفنوا رجلا يدعى محمد أبوكار حتى وسطه ورجموه حتى الموت بعد اتهامه بالزنا
-لا زالت عقوبة الرجم مطبقة في بعض بلدان العالم وهي السعودية والسودان والإمارات العربية المتحدة ونيجيريا وأفغانستان في أيام حكم طالبان وحتى وقت قريب في إيران..ففي عام 2002 أعلنت الجرائد في إيران تعليق عقوبة الرجم تمهيدا لإقامة اتفاقيات تجارية مع الاتحاد الأوربي الذي كان قد أبدى قلقه من استمرار تنفيذ تلك العقوبة..ظلت العقوبة متضمنة في قانون العقوبات الإيراني الجديد الذي صدر عام 2003 إلى أن ألغاها القضاء الإيراني في 2008.
-ثم لابد لنا من التخلص من ضغط المجتمع الجاهلي..والتصورات الجاهلية..والتقاليد الجاهلية..والقيادة الجاهلية....في خاصة نفوسنا..ليست مهمتنا أن نصطلح مع واقع هذا المجتمع الجاهلي ولا أن ندين له بالولاء..فهو بهذه الصفة..صفة الجاهلية..غير قابل لأن نصطلح معه
إن أولى الخطوات في طريقنا هي أن نستعلى على هذا المجتمع الجاهلي وقيمه وتصوراته
نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم..تصورات الناس وعقائدهم..عاداتهم وتقاليدهمموارد ثقافتهم..فنونهم وآدابهم..شرائعهم وقوانينهم
ومن واجب أصحاب الدعوة الإسلامية ألا يستجيبوا لمناورة الإحراج..وأن يستعلوا عليها..وأن يرفضوا السخرية الهازلة في ما يسمى (تطوير الفقه الإسلامي)في مجتمع لا يعلن خضوعه لشريعة الله
**مقطتفات من كتاب معالم في الطريق ل سيد قطب
-استطاع علماء الفلك في 2014 أن يحققوا المزيد من التقدم في استكشاف الفضاء والكون المحيط، وكان الإنجاز الأبرز نجاح مهمة وكالة الفضاء الأوروبية في نهاية العام بهبوط المسبار "فيله" على سطح المذنب 67 بي/تشوريوموف-جيراسيمينكو، الواقع على بعد نحو 500 مليون كيلومتر من الأرض في إنجاز هو الأول من نوعه
-نجح العلماء في ناسا باستخدام تلسكوب الفضاء كيبلر في اكتشاف كوكب شبيه بالأرض، يبعد عنها 490 سنة ضوئية، في ظل توقعات قوية بوجود ماء على الكوكب، بل وكائنات حية أيضا
-ستطاع الباحثون في جامعة كارديف في ويلز إيجاد علاج لمرض سرطان الدم الليمفاوي المزمن عبر إنتاج علاجا قادرا على منع الخلايا المصابة بالمرض من الانتشار في الجسم.
-شهد عام 2014 اقتراب العلماء بشدة في إيجاد علاجا لمرض السكري، بعدما استطاع باحثون ابتكار طريقة لجعل خلايا جذعية بشرية تقوم بأداء نفس وظيفة خلايا بيتا، وهي الخلايا التي تنتج الأنسولين في البنكرياس، والتي تتعرض للضرر من نظام المناعة لدى مرضى النوع الأول من السكري، وهو ما يفتح الطريق أمام العلماء لابتكار علاجات ذات فعالية كبيرة...
-تمكن باحثون في الدنمارك من إعادة حاسة اللمس إلى دينيس سورنسن بعد 10 أعوام على فقده ليده في أحد الانفجارات، وذلك باستخدام يد آلية مزودة بأقطاب كهربية تم توصليها جراحيا بنظامه العصبي
-تواصلت الطفرة الحاصلة في عالم الروبوتات حيث بدأت تصبح أكثر ذكاء وتطورا مع تطور التقنيات المستعملة فيها، بصورة تسمح بعملها مع بعضها البعض بصورة تفاعلية فائقة الدقة وبدون الحاجة لأي إشراف بشري، كما شهد العام تطوير روبوت قادر على الركض بسرعة أكبر من الإنسان في كوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق