أنا

أنا

الجمعة، 13 مارس 2015

ثعلب القرن العشرين وإخوان وارنر يقدمون...انقلاب !


بقلم: محمود فؤاد

تراقصت نيران المشاعل بقوة مع لفحة هواء ساخنة غمرت المكان وتقدم شخص يرتدي وشاح أسود طويل وقلنسوة تخفي وجهه بالكامل على ظهر فرس أسود ينفث الأبخرة الحارة و يتطاير الشرر من حوافره الحديدية عبر ممر طويل صوب بوابة ضخمة كتب أعلاها باللاتينية (لا تمر من هنا نفس طيبة أبدا)..ثم بحركة رشيقة ترجل عن الحصان قبل البوابة ببضع خطوات وتأمل في الكلمات ببطأ قبل أن ترتسم على وجهه ابتسامة زهو أسفل قلنسوته ويتقدم عبر البوابة بخطوات واثقة.

جثا الفارس على ركبة واحدة في منتصف قاعة لا يستطيع الناظر أن يرى سقفها الشاهق ويشغلها في مواجهة البوابة عرش ضخم تعلوه نجمة خماسية و تحيط به مجموعة من الشمعدانات تحمل شموعا سوداء يتقاطر على جوانبها ما يشبه الدهن البشري ليسقط في أواني صغيرة حولها تحمل سائل أحمر لزج..ثم علا صوت الفارس بصوت عميق قوي مبجل :
-((المجد لك يا حامل الضياء..الذي سقط من السماء..تعاليت دائما يا بعلزبول وتساقطت سلالة آدم الخبيثة كهشيم النار تحت قدميك))
 دوى صوت تنهد وبكاء وصراخ عال ولغات غريبة ولطمات على الوجوه وامتدت أياد ملوثة بالدماء ووجوه تتلوى من الألم صوب الفارس ولكنه التفت إليها في حدة وبنظرات قاسية فارتدت جميعها إلى مكامنها..وسقط لسان من النار على العرش تعالى معه صراخ وعويل ألف رضيع يذبحون كل ثانية ثم امتلأ العرش بظلمة وارتفع عبرها صوت رخيم ومؤثر :
-((قف يا بني واقترب مني وانزع عنك كل غطاء..إنني-والرب يعلم- لراض عنك))
تقدم الفارس صوب العرش ونزع قلنسوته ليبدو وجهه..
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي..
شخصيا..
-((جئت لأحصل على مباركتك يا أبتي))
-((وقد نلتها إلى الأبد يا بني ))
ارتسمت ابتسامة غريبة على وجه السيسي وهو يقول بصوت ناعم:
-((لقد تعلمت منك الكثير يا أبتي..لم اكن لأصل لما انا عليه لولا توجيهاتك و...))
قاطعه الصوت بضحكة مجلجلة  :
-((أنت تذكرني بنفسي..بل إنك تفوقت عليّ وتجاوزت كل توقعاتي..إنه عصرك يا بني))
اتسعت ابتسامة السيسي أكثر فأكثر ولمعت عيناه ببريق عجيب وهو يقول:
-((بالضبط...))
ثم أخرج السيف الليزري الذي كان قد استعاره من الجنرال عمر سليمان في مغامرة سابقة وغرسه حتى النصل في منتصف العرش بالضبط فتعالى هدير مخيف وارتجت القاعة بقوة وتضاعف الصراخ والعويل ألف مرة  ثم غمرت القاعة حمامات من الدم لتختلط بضحكة السيسي الذي غمرته الدماء ثم تقدم إلى العرش بهدوء واعتلاه في عظمة و امتدت يده إلى كأس بجواره امتلأ بدماء سوداء عن آخره وتناول رشفة في تلذذ وعلت ضحكات رقيعة ساخرة لألف شيطان يتلوى في الجحيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق