حدث أيها الشيخ الجليل النعمان..أنه قد جاءني في المنام..نهر خمر قد امتلأت
ضفافه بالحسان..تتمايل قدودهن تمايل النشوان..وتنحني لمرآهن قلوب العتاة
والشجعان..تلا ذلك ما هو أشبه بالجنان..كان وكأنه فعل الجان..سقط في الأفق
شيئا يتوهج كالمرجان..غشي قلوب البشر والأنعام..وصعدت إلى السماء سحابة عيش
الغراب..واستفاق الجمع على واقع من خراب..ألا ترى شيء؟!..ألا تسمع
شيء؟!..عرفت حينها أنني قد أدركت شتاءا نوويا..وأنني في ثانية قد أصابني من
العمر عتيا..فغضبت غضبا مزريا..فأنهيت حياتي بنفسي مرضيا..وسقطت في بئر
سحيقة سقوطا مدويا..استيقظت من نومي لأجد هذا واقعا منسيا..وأدركت أن في
هذا الخراب جمالا حقيقيا..وأن في ما دونه وهما وحشيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق