بقلم:محمود فؤاد
الإرهاب هو عمل رمزي بالمقام الأول..العمل الإرهابي لن يدمر النظام ويقضي عليه ولكنه يبعث برسائل معينة إلى العالم أجمع..كل الخطابات والتعليقات والإجراءات العاجلة والإدانات والشعارات تحمل طابعا هزليا إزاء تأثيره الأشبه بالسحر..من فضلك لا تنكر تلك اللذة الخفية التي كانت تسيطر على جزء منك وأنت تشاهد كل هذا النظام المحكم يخترق..تضخم القوة إلى مدى يشعرك برغبة خفية في تدميرها خاصة أو شعورك بالانهزام الداخلي أمامها..الموت كسلاح رمزي بالغ القوة لا يستطيع النظام تقديمه وهي نقطة تفوق واضحة للإرهابي الذي يقدم حياته قربانا للإله..هذه المعادلة قد تغيرت بشكل جذري بعد الأحداث التي مر بها الشرق الأوسط في السنين الأربع الأخيرة وخاصة مع صعود الإسلاميين إما بالانتخابات أو تيارات الجهاد وهو ما سيتضح بعد قليل.
الرسالة الرمزية التي قدمتها القاعدة في أحداث 11 سبتمبر بتدمير البرجين المتماثلين اللذين كانا يمثلان بشكل ما رمزا للهيمنة الأمريكية الاقتصادية والثقافية ما كانت لتنجح لو لم يكن هناك تواطؤ داخلي ومقت دفين لدى قطاع كبير من شعوب الأرض ضد النظام العالمي وعلى رأسه الولايات المتحدة..حياة الإرهابي في الغالب أقل قيمة بكثير من رمزية العملية نفسها..من زاوية هو يقدم حياته كسلعة بحثا عن عالم أفضل من هذا ومن ناحية أخرى فهو يخدم قضيته التي هي أساس هذه الحياة ودونها الرقاب.
الهجمات الإرهابية الأخيرة في فرنسا تحمل رمزية مشابهة..تقديم صورة وكادر حقيقي يتصدر وسائل الإعلام ويلقي برسالة واضحة..هذا هو مصير كل من يعبر عن رأيه فينا بحرية..نحن مع كل نظامكم الأمني المحكم والذي تزداد قوته كل يوم قادرين على الوصول إليكم على أرضكم وأرواحنا هو ثمن بسيط يمكننا تقديمه لنصرة ديننا ونبينا..هناك حوادث مشابهة حدثت في مصر كمقتل فرج فودة والاعتداء على نجيب محفوظ بغية القتل مخلفا عاهة مستديمة..من قام بقتل فرج فودة هو شخص غير متعلم قام تحت تحريض شيوخه المستمر وفقره وجهله بالقضاء على مفكر بحجم فرج فودة وقدم حياته بالمقابل..هذه هي المعادلة..حياة فرج فودة في مقابل حياة هذا الشخص الجاهل بالإضافة إلى الفزع الذي تملك غيره من المفكرين وتراجعهم في المعركة الفكرية خوفا على حياتهم.
الفارق بين الإرهاب ما قبل عام 2011 وما بعدها يتمثل في إستجابة الشعوب لهذه العمليات الإرهابية بعد صعود الإسلاميين والفوضى والاضطراب الذي أصاب المنطقة بأكملها تحت تأثيرهم..لأول مرة أرى في مصر تعاطفا حقيقيا وعلى نطاق واسع (لا أتحدث عن الإسلاميين بالطبع) مع دولة غربية في مواجهة هجمات إرهابية وهو تغير واضح في الوعي العام مع طفو الكثير من الحقائق إلى السطح والتلاشي التدريجي لمحاولات الإبقاء على الخصوصية في مواجهة العولمة..ربما النتيجة الوحيدة الباقية فعلا هي تحويل الأمر إلى هوس أمني لحكومات العالم وزيادة السيطرة البوليسية الداخلية للدول وهم بهذا يحفرون مقابرهم بأنفسهم وهذا موضوع آخر.
وإن كان هناك رمزية وحيدة باقية للإرهاب فهي أنه فعل يائس حقا ومحاولة أخيرة لعدم الإندغام في النظام العالمي الحديث والمسار الوحيد الحقيقي والواقعي للتاريخ الذي سيسحق من يعارضه.
الإرهاب هو عمل رمزي بالمقام الأول..العمل الإرهابي لن يدمر النظام ويقضي عليه ولكنه يبعث برسائل معينة إلى العالم أجمع..كل الخطابات والتعليقات والإجراءات العاجلة والإدانات والشعارات تحمل طابعا هزليا إزاء تأثيره الأشبه بالسحر..من فضلك لا تنكر تلك اللذة الخفية التي كانت تسيطر على جزء منك وأنت تشاهد كل هذا النظام المحكم يخترق..تضخم القوة إلى مدى يشعرك برغبة خفية في تدميرها خاصة أو شعورك بالانهزام الداخلي أمامها..الموت كسلاح رمزي بالغ القوة لا يستطيع النظام تقديمه وهي نقطة تفوق واضحة للإرهابي الذي يقدم حياته قربانا للإله..هذه المعادلة قد تغيرت بشكل جذري بعد الأحداث التي مر بها الشرق الأوسط في السنين الأربع الأخيرة وخاصة مع صعود الإسلاميين إما بالانتخابات أو تيارات الجهاد وهو ما سيتضح بعد قليل.
الرسالة الرمزية التي قدمتها القاعدة في أحداث 11 سبتمبر بتدمير البرجين المتماثلين اللذين كانا يمثلان بشكل ما رمزا للهيمنة الأمريكية الاقتصادية والثقافية ما كانت لتنجح لو لم يكن هناك تواطؤ داخلي ومقت دفين لدى قطاع كبير من شعوب الأرض ضد النظام العالمي وعلى رأسه الولايات المتحدة..حياة الإرهابي في الغالب أقل قيمة بكثير من رمزية العملية نفسها..من زاوية هو يقدم حياته كسلعة بحثا عن عالم أفضل من هذا ومن ناحية أخرى فهو يخدم قضيته التي هي أساس هذه الحياة ودونها الرقاب.
الهجمات الإرهابية الأخيرة في فرنسا تحمل رمزية مشابهة..تقديم صورة وكادر حقيقي يتصدر وسائل الإعلام ويلقي برسالة واضحة..هذا هو مصير كل من يعبر عن رأيه فينا بحرية..نحن مع كل نظامكم الأمني المحكم والذي تزداد قوته كل يوم قادرين على الوصول إليكم على أرضكم وأرواحنا هو ثمن بسيط يمكننا تقديمه لنصرة ديننا ونبينا..هناك حوادث مشابهة حدثت في مصر كمقتل فرج فودة والاعتداء على نجيب محفوظ بغية القتل مخلفا عاهة مستديمة..من قام بقتل فرج فودة هو شخص غير متعلم قام تحت تحريض شيوخه المستمر وفقره وجهله بالقضاء على مفكر بحجم فرج فودة وقدم حياته بالمقابل..هذه هي المعادلة..حياة فرج فودة في مقابل حياة هذا الشخص الجاهل بالإضافة إلى الفزع الذي تملك غيره من المفكرين وتراجعهم في المعركة الفكرية خوفا على حياتهم.
الفارق بين الإرهاب ما قبل عام 2011 وما بعدها يتمثل في إستجابة الشعوب لهذه العمليات الإرهابية بعد صعود الإسلاميين والفوضى والاضطراب الذي أصاب المنطقة بأكملها تحت تأثيرهم..لأول مرة أرى في مصر تعاطفا حقيقيا وعلى نطاق واسع (لا أتحدث عن الإسلاميين بالطبع) مع دولة غربية في مواجهة هجمات إرهابية وهو تغير واضح في الوعي العام مع طفو الكثير من الحقائق إلى السطح والتلاشي التدريجي لمحاولات الإبقاء على الخصوصية في مواجهة العولمة..ربما النتيجة الوحيدة الباقية فعلا هي تحويل الأمر إلى هوس أمني لحكومات العالم وزيادة السيطرة البوليسية الداخلية للدول وهم بهذا يحفرون مقابرهم بأنفسهم وهذا موضوع آخر.
وإن كان هناك رمزية وحيدة باقية للإرهاب فهي أنه فعل يائس حقا ومحاولة أخيرة لعدم الإندغام في النظام العالمي الحديث والمسار الوحيد الحقيقي والواقعي للتاريخ الذي سيسحق من يعارضه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق