يقول الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجيك عن بيضة كيندر في كتابه وفيلمه الوثائقي"دليل المنحرفين للأيدولوجيا":((بيضة كيندر مع مفاجأة..سلعة مذهلة إلى حد كبير..المفاجأة في 'بيضة كيندر مع مفاجأة' هي..هذه الحاجة لشيء بشدة..السبب في رغبتك..أصبح هنا في صورة مادية..في مظهر شيء ملموس...لعبة بلاستيكية تملأ الفراغ الداخلي لبيضة الشيكولاتة..كل التوازن الدقيق هو بين هذين المحورين : ما اشتريته،بيضة الشيكولاتة، والباقي-الذي ربما صنع في أحد معسكرات العمل الصينية أو أيا يكن-الجزء الزائد الذي تحصل عليه مجاناً. لا أظن أن إطار الشيكولاتة الخارجي هنا هو لمجرد إرسالك في رحلة أعمق تجاه الكنز الداخلي،ما أسماه أفلاطون بال'agalma' التي تجعلك شخصا ذا قيمة،التي تجعل السلعة سلعة مرغوبة..أعتقد أنه على العكس من ذلك..لابد أن نسعى إلى الهدف الأعلى،الذهب في وسط شيء..بالتحديد لكي تكون قادرا على الاستمتاع بالسطح..هذا هو الدرس المضاد للمعنى الميتافيزيقي الماورائي الذي يصعب قبوله وتصديقه))
والagalma هي لفظ إغريقي يعني القرابين التي تقدم للألهة وعند أفلاطون فإن الكون المخلوق هو مزار أحضر إلى الوجود من أجل الآلهة الأزلية وهذا يجعلها تشعر بشعور جيد تجاه أنفسها كما يشعر الفرد بالرضا عن النفس عند تقديمه القرابين الدينية لترضى عنه الآلهة.
يقول ماركس أن السلعة كيان غامض مليء بالنزوات اللاهوتية،شيء معين يرضي حاجة معينة ولكنه في نفس الوقت أيضا يعد بشيء أكثر من المتعة الخفية والتي موقعها الحقيقي في فانتازيا الشخص.
هم يقولون لك أنك إذا اشتريت السلعة فإنك لن تحصل على الشيكولاتة فقط ولكن أكثر من ذلك وهي لعبة بلاستيكية وهي فلسفة عالم التسويق عامة والتي تعدك بالمزيد دوما..اشتري كذا وسوف تحصل على كذا.
الغريب بالنسبة لبيضة كيندر أن ما بداخلها عديم الأهمية فعلا..لعبة بلاستيكية تفقد شغفك بها بعد دقائق..فما المثير بشأن هذه البيضة؟
اعتادت بعض الأديان القديمة على تشبيه روح الإنسان بالبيضة كما أن بيض عيد الفصح يرمز في الثقافة المسيحية إلى الخصوبة والتناسل وهي عادة أصلها الديانة المصرية القديمة..هذا الفراغ داخل بيضة كيندر يشبه ذلك الفراغ المستقر داخل روح الإنسان الحديث ولكن فراغ البيضة به شيء ما..وهذا الشيء رغم غياب قيمة حقيقية له هو مفاجأة..فكأن الإنسان الذي يعيش حالة من الوحدة والاضطراب والاغتراب والفراغ الداخلي يحتاج أن يملأه حتى ولو بلعبة بلاستيكية تافهة لبضعة دقائق في يومه.
وبالنسبة للخصوبة قد يستخدم شخص هذه البيضة ليثير شغف شريك معتمدا على المفاجأة التي تمثل بالفعل طبيعة معاناة الإنسان المعاصر المغترب الوحيد المشتت الذي تحول الاستهلاك لديه لرغبة عارمة لا يردعها شيء مع خالص حبي واحترامي لثقافة الاستهلاك
الغريب بالنسبة لبيضة كيندر أن ما بداخلها عديم الأهمية فعلا..لعبة بلاستيكية تفقد شغفك بها بعد دقائق..فما المثير بشأن هذه البيضة؟
اعتادت بعض الأديان القديمة على تشبيه روح الإنسان بالبيضة كما أن بيض عيد الفصح يرمز في الثقافة المسيحية إلى الخصوبة والتناسل وهي عادة أصلها الديانة المصرية القديمة..هذا الفراغ داخل بيضة كيندر يشبه ذلك الفراغ المستقر داخل روح الإنسان الحديث ولكن فراغ البيضة به شيء ما..وهذا الشيء رغم غياب قيمة حقيقية له هو مفاجأة..فكأن الإنسان الذي يعيش حالة من الوحدة والاضطراب والاغتراب والفراغ الداخلي يحتاج أن يملأه حتى ولو بلعبة بلاستيكية تافهة لبضعة دقائق في يومه.
وبالنسبة للخصوبة قد يستخدم شخص هذه البيضة ليثير شغف شريك معتمدا على المفاجأة التي تمثل بالفعل طبيعة معاناة الإنسان المعاصر المغترب الوحيد المشتت الذي تحول الاستهلاك لديه لرغبة عارمة لا يردعها شيء مع خالص حبي واحترامي لثقافة الاستهلاك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق