لحظة من السعادة الباهرة,الليل يبتلع أشعة الشمس الأخيرة بهدوء ونسمة لطيفة من الهواء البارد برائحة النعناع والقرنفل والتربة الرطبة التي تم تقليبها في حديقة للتو تمس وجهها الذي يموج بدفء خافت كخزف أصلي تحت شمس خريفية.
تتسرب الظلمة بهدوء عبر الشرفة والصمت يغمر المكان وتبدأ الحمرة الخفيفة للسماء في الهروب من بين يديها,تحاول دائما أن تحدد تلك اللحظة الفاصلة التي يعلن فيها الظلام انتصاره ولكن يبدو أن هذا مستحيل.
أعرف أنني انتظرت في طابور
حتى فكرتي أن لديك الوقت
لقضاء أمسية معي
تنهض من مكانها لتأخذ حماما منعشا يوقظ حواسها,يساعدها الماء دوما في تهدئة أعصابها,تغمض عينيها وتشحذ حواسها لتمتزج بصوت الماء االذي ينساب بنعومة على جسدها ليمسد عضلاتها بلطف,تنظر إلى جسدها بإعجاب وتتحسس كل جزء منه بتلذذ كبير,ثدياها صغيران ولكن لهما شكل جميل كيمامتين ترقدان هناك على صدرها تنظران إليها من أسفل,ولها بطن ناعمة بلا أي دهون تتجمع هناك أسفل ثدييها وتسري في خفة حتى المصب,تشعر بالبخار الذي يغطي جسدها بالكامل ليخلصه من السموم المختلفة,تستغرق أكثر لتتخيل هذا البخار يملأ تجاويف جسدها الداخلية ورئتيها كالسائل الأمنيوسي وعندما تنتهي تشعر بأنها قد ولدت من جديد.
ولو ذهبنا إلى مكان ما لنرقص
أعرف أن هناك احتمال
أنك لن ترحلي معي
وجسدها العاري ملفوف بالمنشفة وشعرها المبتل القصير يتأرجح على جانبي وجهها تعد لنفسها فنجانا من القهوة الغنية,تضيف المحتويات بدقة,ملعقتين من البن وملعقة من السكر ثم تبدأ في إضافة الماء بهدوء مع التقليب المستمر حتى تشعر بأنهم قد امتزجوا جيدا,تضعها بهدوء على نار هادئة,,تقلبها قليلا ويدها الأخرى تمتد إلى فنجان,تتردد للحظة ثم تعيده إلى مكانه لتحضر واحدا أكبر,مالت تجاه المنضدة القريبة حيث تستقر زجاجة من النبيذ الأحمر ممتلئة حتى المنتصف وصبت بعضا منها في الفنجان,استدارت إلى الموقد وتابعت التقليب حتى بدأت القهوة في النضوج ثم أضافتها هي الأخرى إلى فنجانها.
بعدها انتهينا إلى مكان صغير هاديء
وحصلنا على شراب أو اثنين
بعدها ذهبت وأفسدت الأمر كل
بقول شيء غبي
كأنا أحبك
حملت فنجانها وخرجت إلى الصالة,فكت منشفتها ورمتها على مقعد قريب وتناولت قميص رجالي أوكسفورد بلون القهوة الفرنسية وارتدته ,وجدت نفسها تكرر كلمات أغنية سيا فورلر "الثريا" فتناولت حاسوبها القريب وقامت بتشغيلها ثم ارتمت على الأريكة تستمع إليها وترشف ببطأ من فنجانها,كررتها مرات ومرات حتى أنها قد تسللت إلى اليوتيوب لتشاهد الفيديو الخاص بالأغنية وقفزت من مكانها محاولة تقليد الفتاة في الكليب ولكنها تعثرت وسقطت وانطلقت في الضحك بهستيريا..كانت تقرقر كالأطفال.
أنا سأتدلى من الثريا..من الثريا
أنا سأعيش وكأن الغد غير موجود
الغد غير موجود
أنا سأطير كالطائر عبر الظلام,أتحسس دموعي بينما تجف
نهضت لتجد ابنتها الصغيرة تقف عند باب غرفتها وشعرها القصير الذي يشبه شعرها يغطي وجهها فركضت تجاهها وحملتها وهي ترقص وتدور بها ,بدأت الطفلة تضحك فاحتضنتها بشدة وهي تدور بسرعة ثم ألقت بنفسها على الأريكة وهي مازالت تضمها وتناولت لباسها الداخلي الأسود من مقعد قريب وارتدته ثم حملتها من أجل حمام دافيء سريع.
انتهت من تجفيفها وألبستها ثيابا منزلية مريحة زهرية اللون مرسوم على صدرها ملكة الثلج من فيلم ديزني وبدأت في تسريح شعرها عندما خطر على بالها أن تقصه كالفتاة في الكليب فأحضرت المقص, وعندما انتهت قارنت بينهما ووجدت أنها كانت فكرة رائعة,أصبحت ابتسامتها مشرقة أكثر..قالت لها:((تبدين جميلة أيتها السيدة الصغيرة)).
أعدت لها كوبا من اللبن بالشيكولاتة وأحضرت لها دمية سبايدر مان التي ابتاعتها لها بالأمس أثناء التسوق,ضبطت الأغنية على وضع التكرار ثم تمددت بجوارها على الأرض وهي تتأمل الفتاة التي ترقص على الشاشة متجاهلة هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين منذ فترة,بدأت تتمايل بجسدها وتحرك يديها مع إيقاع الأغنية ثم توقفت,شعرت باقتراب واحدة من نوبات الاكتئاب الحمراء الشريرة فنهضت إلى الغرفة المجاورة وحملت حاسوبها,وضعت سماعات الرأس وقامت بتشغيل فيديو دون أن توقف الأغنية, امتدت أصابعها بين فخذيها وداعبت بنعومة حتى بلغت نشوتها عدة مرات ثم جلست منهكة تتأمل الشاشة,كانت تظهر في الفيديو مع شخص ما وهي تمارس الجنس في أوضاع متعددة والنشوة بادية على وجهيهما,امتزجت الأغنية مع أصوات تأوهاتها الخافتة وانفراجة شفتيها الخفيفة وعينيها المغلقتين في استمتاع,طالعت كل هذا بنظرة محايدة تماما.
أنا سأتحمل من أجل حياتي العزيزة
لن انظر تحتي لن أفتح عيني
سيظل كأسي مملوء حتى يطلع النهار
لأنني فقط أريد أن أصمد الليلة
نهضت إلى نافذة قريبا ونظرت إلى الليل بالخارج ثم التفتت عائدة إلى الصالة بعد أن أوقفت الفيديو,تأكدت من أن التكييف يعمل وتناولت رواية منكفئة أعلى التلفاز,كانت قد أعجبت صديقة لها جدا وأصرت أن تشتري لها نسخة عندما أخذوا الأطفال للنزهة,أدركت بعد عدة صفحات كم هي ضعيفة وتوقفت ولكنها في حاجة لشيء يبعد عنها التفكير,حاولت الاستغراق ولكن شعرت بذهنها مشتت,فكرت أنها لا تريد أن تفعل شيئا محددا فجلست على الأريكة تتأمل طفلتها التي سقطت في النوم مرة أخرى,نهضت وحملتها إلى الأريكة وتمددت بجانبها وهي تحتضنها,وبينما هي تغيب في النعاس سمعت الأغنية تقول:
أنا فتاة أوقات المرح بمكالمة تليفونية
يتصلون بي ويدقون على بابي
أشعر بحبهم..أشعر بحبهم
محمود فؤاد
الأغاني :
1.Frank Sinatra and Nancy sinatra...somethin' stupid
2.Sia...chandelier...video clip is performed by the great Maddie Ziegler
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق