أنا

أنا

الخميس، 6 فبراير 2014

High Fever


بقلم:محمود فؤاد

تتذكر عندما كنت طفلا..حينما كنت تتقوقع وتحاول أن تحشر جسدك في أقل حيز ممكن من الفراش..تلصق جبهتك وأنفك بالحائط البارد وتضم ركبتيك إلى صدرك وتشعر بنشوة أن تكون بعيدا عن هذا العالم بالخارج وأنت هنا مع أنت فقط..يرتجف جسدك من النشوة لشعورك بأنه ليس هناك أشياء تستدعي الخوف..بأنك في رحم أمك مرة أخرى !

**********
لما تنام وتحلم إنك مش عارف تنام !

************
ناتج قسمة ذاتك على كل يوم بيمر ف حياتك..مضروب ف مصيرك واختياراتك..مطروح م المنطق واستحمارك..من بعد ما تحط الثابت..وتحس خلاص الروح دابت..و إن وجودك صدفة وكدبة من طولها تحس إنها خابت..وتضيع ف وجودك وقانونه وتسأل من فين وإزاي قامت..هي معادلة طرفها الآخر مجهول للأبد ! 

*************
في الدنيا.. إزاي بنتفاجيء.. وإزاي بتقوم سعيد.. مع إن بكرا وامبارح.. بالملي مفيش جديد..

************
رائحة البخور و دخان التبغ وأبخرة القهوة والكحول المتطاير يمتزجون جميعا بعبق غرفة لم تنزاح ستائرها الثقيلة منذ أسابيع..عبق النفتالين المنبعث من ملابس لم تعد تجد من يرتديها..عبق مصباح زيتي يغشى سماء الغرفة محاولا العثور على منفذ للهرب دون جدوى..أوراق تتناثر هنا و هناك تحمل خطوطا ورسوما مبهمة ربما تعطي تلك الكلمات أسفلها معنى ما لها..زجاجات فارغة في كل ركن وسجادة عتيقة مشبعة بالرطوبة وأنت ملتف بعباءتك الثقيلة فمن أين تتسرب تلك البرودة إلى روحك ! 

***********
ضجر يضجر أضجر فهو ضجر وهي ضجرة والجميع ضجرون وضجرات

**************
 
أحلم كل يوم بذلك الصباح البعيد.. بعيد كبعد مؤخرة رأسي عن مجال عيني.. اجلس لاحتسي القهوة وأدخن كما لم أدخن من قبل... استمتع بكل ذرة من الكربون..تعرف طريقها جيدا إلى رئتي.. وكل هبّة من الكافيين. تزحف على قشرة مخي..صباح أكف فيه عن التساؤل والتشاؤم والتفاؤل.. صباح ليوم أملكه..أعرف فيه ما أريده فعلا.. وأفعله.. أغيب فيه بكل كياني.. وأثمله

*************
 عم ياللي ماشي..ظلم ما ترضاشي..سافر قلبي ومجاشي..بيدور على بلدي

**********

تتعاقب الفصول والأعوام..والرحيل بالرحيل يذكر..فالهجر رحيل..الحب والنسيان رحيل..الأمل والرجاء والقنوط رحيل..والرحيل هروب.والهروب سأم !

الثلاثاء، 4 فبراير 2014

Never Forget..


بقلم:محمود فؤاد
ينصح بالاستماع لهذه المقطوعة خلال المطالعة:
https://soundcloud.com/jimnova/across-the-stars-love-theme

يرمقني بنظرة ساخرة
أخذ ينظر لي
بعيون بلون الدم
وبوجه بلا ملامح
إنه هو
قناع الموت الأحمر
وقد تلطخت عباءته بالدماء
حاملا منجله
حاصدا المزيد من الرءوس
لا أدري
لماذا بدى لي ذلك مألوفا
وكأنني مررت بهذا من قبل
أتلفت من حولي
وقد أصبح الكل بلون الدم
حينما تعج المقابر بالموتى
فإنهم سوف يسيرون
هكذا يقول دون أن يلتفت
رفعت يدي لأجدها قد تحللت
تحسست وجهي لأجد العظام البارزة
يا أيتها الأجساد الراقدة في الأرض التي لا تشرق عليها الشمس
فلتجف الغدران
ولتحترق النجوم
طالما يدي الاخرى ملتحمة بيدك
طالما كياني يخفق بحبك
نمضي وسط كل هذا
نحو الأفق الحزين
صوب المرفأ العتيق
حيث نبقى
نتحلل
يختلط تراب أجسادنا معا 
الحلم الذي تمناه كل عاشقين
أن يمتزجا معا
أن يذوبا حتى لا تميزهما
هناك عند المرفأ القديم
حيث التقيتك أول مرة
حين كان شعرك يتألق كالذهب
تحت غروب الشمس
حقا إنه لم يعد موجودا
لكنني أراه
أشعر به حتى لأكاد ألمسه
ولكن يدي الأخرى قد تحللت
كما تعلمين
وتلك الجوارح التي تحلق
ناظرة للرقاد القريب
تبا لك
 أيتها الطيور اللعينة
اذهبي إلى الجحيم
فأنا وحبيبي سوف نمتزج للأبد
وسوف لا يفرقنا شيء
كانت هذه منها
ثم نهضت
بتلك السيقان النخرة
نهضت
ووضعت يديها على ذلك المكان
الذي كان فيه موضع قلبها
قالت:لن يفرقنا شيء
قلت:للأبد
وحتى تكف الغيلان عن الزئير حيث تغفو
وحتى يصمت الأنين في الوادي الذي لم يزره أحد قط
هكذا
تنظر لي
تبتسم
فقط لتسقط آخر أسنانها
فقط لتخذلاها ساقاها فتسقط أرضا
قالت:انتظرني
قلت:لن أتركك
ولكن سرعان ما تحولت لغبار
ذرته الرياح
تجاه تلك الحانة المهجورة
حيث تغفو الشمس من خلفها
هذا قبل أن تهوي ساقاي أنا
هي قالت انتظرني
ولسوف انتظر

في انتظار صديقي ابن ديك الكلب..

بقلم:محمود فؤاد
جلست انتظر وصول أحد أصدقائي في كافيتريا ذلك الفندق الشهير ذي الأربع نجوم في مدينتي وأخذت أمضي الوقت وأنا اتأمل الناس الذاهب منهم والآتي واتخيلهم يقيمون علاقات جنسية سويا على دخان سيجارتي الشرعية الذي يصنع غشاوة رقيقة أمام عيني وغشاوة الحشيش مازالت تملأني بالبهجة والكحول يغمرني بالحميمية وأبخرته تتهادى بين أنفاسي لتختلط بأبخرة القهوة المنعشة الصاعدة من فنجاني فيصبح للمشهد سمت إحدى الليالي العربية..أتخيل تلك الفتاة البيضاء كالحليب بشعرها الأشقر كقطرات من الزيت تترقرق على سطح الحليب بشفتيها الممتلئتين الورديتين كإحدى بتلات زهرة تنساب على الحليب وجسدها اللدن الممتليء قليلا المترجرج مع حركاتها كرجرجات الحليب وذلك النادل الأسمر قوي الجسد والوجه بشعره الأكرت وشفتيه الغليظتين يمتطيها ويسحقها بينما هي تتأوه في غنج وتتمنع في إقبال مشوب بالغموض..أتخيل تلك السيدة الخمرية الفارعة بارزة الصدر والقد وهي ترتدي زي الفلامنجو الشهير وتتلوى بجيدها وجسدها وتتطوح بأطراف الزي مع إيقاع طرقات كعبها العالي و موسيقى إسبانية تسود الخلفية تنهيها بقبلة حارة وملتهبة مع ذلك الشاب النحيل الأصلع الذي يستدعي المصعد هناك..أتخيل تلك العجوز المتصابية الجالسة في أقصى المكان بمكياجها الرديء على وجهها الميت وحركاتها المصطنعة المفتعلة وجسدها المنهك الخشبي وهي تقوم ب(blow job(
لذلك السيد الوقور الذي يجلس على مقربة منها يطالع الجريدة..طبقا للمبدأ الأنثروبي فلا يمكن ان أتواجد إلا في مجتمع به المقومات التي تسمح بأن أصل لما أصبحت عليه الآن..ينظر إلي معظم أصدقائي على أنني شيطان زنيم أخفي ذيلي بداخل بنطالي..قالها لي أحدهم ذات مرة فقلت له:((طب ما تيجي تمصمص في ديلي شوية))..ثم ماذا في ذلك فقد كان له في أحد اطواره الجنينية ذيل تماما كالسحلية والحمار أبناء عمومته وأسلافه في السلسلة التطورية..على ذكر مراحل تطور الجنين يباغتني سؤال عن كيفية اكتشاف مراحل هذا التطور..أتخيلهم يجيئون بعشرات السيدات الحوامل ويبقرون بطونهم بالسيوف والخناجر ثم يجلسون كالأطفال ليقوموا بلعبة الترتيب فأضحك بشدة.
في العام الماضي بينما أسير مع البعض رأيت قطة صغيرة تنتفض بقوة وقد دهستها إحدى السيارت وتدلت عينها اليسرى بعصبها البصري كاليويو مبعثرة للدماء في كل اتجاه..فماذا فعلت؟..ابتعدت عنها قليلا وأنا أشعر بشفقة وأكملت مسيري وأنا أتبادل نكتة سخيفة مع أحد رفاقي ثم التفت إليها لأجد فتاتين  يصرخان وقد فوجئا بها  أمامهما..خطر في بالي وقتها  لماذا لم أخبر أحد قائدي السيارات أن يدوس دماغها لينهي معاناتها ثم احملها إلى جانب الطريق..التصرف الصحيح الذي خطر في ذهني متأخرا بعدما غادرت الشارع كله..لو تكرر هذا الموقف أو طرأ أي موقف الآن أعرف أنني سأتصرف التصرف الصحيح في وقته وهذا تقدم مذهل حصلت عليه في الفترة الأخيرة.
أشعل السيجارة وراء السيجارة وأطلب فنجانا آخر من القهوة على أن يأتي به النادل هذه المرة في كوب فقد أصابني ال(orchitis(من فناجينهم العقيمة هذه..في هذه اللحظة دخل إلى المكان شاب طويل ممتليء الجسد واللغد وجلس على مقربة مني لخمس دقائق ثم غير المكان ولكنه ظل على مقربة..خمس دقائق اخرى ودخلت إلى المكان شابة متوسطة الطول والجمال مع والديها فوقف ذلك الشاب مبتسما فتوجها إليه..تبادلوا المصافحة ثم جلس والدها ببدلته الصيفية إلى جواره تواجهني مؤخراتهم وجلست والدتها التي تشبه جدة إنجليزية وذلك التعبير الهاديء الحميمي على وجهها والنظارة ذات الإطار العاجي الرفيع إلى جوار الفتاة التي تبدت أكثر جمالا عن قرب..تأملت حركات الشاب أثناء الحديث وهو يحاول أن يبدو ظريفا مع لمسة احترام بطريقة بدت لي مضحكة مع جسده الضخم وهي تجلس في مقابله تتصنع الاهتمام على وجهها وأخذت أقرأ شفتيها الشهيتين وهي ترد وتحاول أن تظهر الشغف بما يقول بينما حط الصمت على الوالدين  يقطعانه ببعض الكلمات ويرشفان من كوبي ليمون من حين لآخر فتأكدت انها جلسة تعارف تمهيدا لخطوبة قد تفضي -وأسفاه-لزواج..أخذت أحدق فيهم بطريقة مباشرة وبخاصة إلى الفتاة وقد بقي البعض من آثار السطل والكحول في دمي وأنا أشعر بنشوة عارمة تجتاحني..التقت عيني بعينها في لحظة ما فأدركت أنني اتطلع إليها فتحاشت نظراتي في أول الأمر ثم أخذت تنظر إلي من آن لآخر بنظرات حاولت أن تبدو عفوية ولكني تلقيتها..شعرت بعد ذلك بتوتر يتبدى في طريقة حديثها وشرود في لحظات اخرى وقد اختلت بشكل ما محاولات الإنسجام وحل محلها التململ والقلق..أدركت أني أفسد عليها لحظات ربما تكون بعد ذلك أسعد لحظات حياتها..أدركت انني أهزها بشدة وأدعم ترددها تجاه من يجلس في مقابلها..أقتل مشاعر وتجربة خاصة جدا تستعد لأن تخوضها وقد شحذت كل أسلحتها الانثوية(الفائرة)وغير الأنثوية..أشرت إلى النادل بما معناه الحساب ووضعت ورقة عملة لم انتظر بقيتها وغادرت المكان..أخرجت الموبايل وضغطت ذر الاتصال و :((شوف حتة تانية نتقابل فيها يابن دين الكلب))

Miriam Makeba(MAMA AFRICA) - Pata Pata

الاثنين، 3 فبراير 2014

المشاوير والمغاوير..

بقلم:محمود فؤاد

كنت ف يوم صياد وف يوم صبحت غريق
العقل لما انغوى بدأ السقوط يا شقيق
دا اللى زمان اتعود يعمل بقلبى مداس
موّت ضميره وسرح بكرامتى وسط الناس
أنا قولت لا مش ممكن دا أصله كان حساس
كانت دموعه بتنزل لو كنت يوم زعلان
وكانت عيونه بتنزف لو شافنى يوم قلقان
يقرب منى يضحكلى..يمسك بإيدى يسرقنى
ويقولى أيوا صدقنى
أيوا بحس  بأمان
يا طيرى يا حيران ليه إنتا دايما أسير
تطوف بلاد وبلاد وترجع لنفس البير
كنت زمان بتقول دا لف قلبى حرير
دلوقتى بقى مليان صبار وشوك وعجير
****
دا الوقت وقت الكلام اللى وجب يتقال
لا عمر مرة البُرمجى هيصير فى يوم أواب
ولا عمرى أنا هرتاح فى صحبة الكداب
القلب بيك انتشى وطار بعيد فرحان
وبردو بيك انكوى ولا عمره بيك اتصان
سيب روحى واطلقها ملكش فيها مكان
أنا أصلا منى راحت ف زحمة التوهان
الصبر منى داب والعقل تاه مشاوير
دا ساعات القلب يتساب تلقاه ف إيد مغاوير
    


لوحات..


بقلم:محمود فؤاد


تلك الأرواح الحائرة..القلقة..اعتادت ألا تشتاق..ألا تهفو..ألا تحس حتى أو تحنو..تضاءلت شيئا فشيئا حتى كادت أن تخبو..هي كذلك لا تقسو..لطالما حُبست وقُمعت..لكم اضطربت وأنّت..ولكنه أنين مكتوم..يحمل صدى الصوت القادم من الفراغ الذي خلفته حيث حلت لفترة ما.

********

تلك الأرواح الهائمة كشبح دوق فرنسي في أروقة أحد القصور أو جسد قديس منسي في قبو أحد القبور..أو حتى مقام وليّ..في طرف أحد القفور..لم تتصور أبدا..في أبشع وساوسها..أن تنهار السدود..ليغرق الوادي..بينما الشياطين تحلق هناك عند كل فج ومد..تضحك ضحكتها الماجنة الرقيعة..وتحوم بكياناتها العريضة الرفيعة..أن تكون الحقيقة..هي الجنون..والأفق عبث ومجون..بينما المياه ترتفع..ولكن مهلاً..المياه ليست بهذه اللزوجة..ليست بهذا اللون..ربما هو انعكاس تلك الكيانات الشيطانية..ربما هو الأفق المكفهر..أو ربما هي الأرواح المعذبة في نهر هيدز وذلك القارب هناك يحمل بلوتو مبعوث الجحيم..جحيم دانتي..او أي جحيم لعين آخر أوجده بشري في خياله..هل يجب أن أبالي؟!..اسمع صوتا صلدا معدنيا يتردد في أرجاء وعيي..لو لم تكن تبالي فلماذا أنت هنا؟..نعم..لماذا أنا هنا ؟!

********

في مشهد آخر..اركض بينما هم خلفي..والعويل والجلبة والصراخ يرتفع:اعدموا هذا الخائن !..يقتلني بنظراته كل كائن..اركض بجلبابي الممزق المهلهل وأشعر بدمي الساخن يسيل وجسدي المبلل يئن..أنا الخائن كما يقولون..رغم أنني أعرج..رغم أنني كفيف..رغم أنني أصم أبكم..لكنهم مصرون كما يبدو على رجمي وحرق جثتي وإطعام البقايا للهوام.

********

في إحدى اللوحات أنا الحسين رضي الله عنه وقد تخضبت الرمال من حولي بالدم بينما خولي بن يزيد يحتز رقبتي ويضعها على قائم خشبيّ ليطاف بها..وضحكة ابن معاوية تجلجل في الأفق تختلط معها ضحكة أخرى سوداء عابثة.

********

في لوحة أخرى سقراط وأفلاطون وأرسطو ونيتشه وشوبنهاور وديكارت وبرتراندراسل وسارتر يتحلقون حول النار فوق قمة جبل..بينما أقف أنا وألبير كامو في طرف اللوحة..نتحدث..ثم اتركه..أسير نحو الحافة..واقفز.

********

أنا اجلس في حديقة عامة والأسماك تغرد على الأشجار من حولي..قرصا الشمس في السماء تغطيهما بعض السحب..والعشب الأزرق يثير شهيتي أكثروأكثر للطفل الصغير المشوي الذي التهمه ..وأحاول أن أٌضيف بعض التوابل الفاتحة للشهية له.

********

في اللوحة التالية أنا أسد واهن أنهكه النزيف حتى سقط أرضا ونور الحياة يخبو من عينيه بينما تحيط به دائرة واسعة من عشرة ضباع يتناوبون عضه وانهاكه أكثر فأكثر وهي تطلق ضحكات صاخبة..ساخرة..ماجنة وقاسية.

********

في اللوحتين الأخيرتبن يخبرونها بنبأه..وبأنه كان شجاعاقويا..وأنه كان يحبها وآخر ما ردد لسانه هو اسمها..فتنهار وتسقط أرضا..في اللوحة التالية..بمجرد رحيلهم ترتسم على وجهها ابتسامة ساخرة وتبرق عيناها الجميلتان بالسعادة وهي تعود لخليلها بالداخل.

********

تأمل اللوحة..نظر لجنبات اللوحة..عانقها بنظراته وضمها إلى جفنيه..هل تعمد الرسام أن يضعها بهذا المكان البارز؟..كما هي في القلب..قلب السر !

هي نفسها جزء من السر..والسر جزء من أسرار القلب..آه أيها القلب المثقل بالأسرار..لم تكف يوما عن الفرار.. بحملك الثقيل..وكاهلك المثقل..فسحقا.

هل ما زلت أنت حقا أيها الرسام؟..أتيت ما لم تتخيل فعله..واجهت..سقطت..انتصبت..ولكنك سقطت كعود من الحطب الهش..هش كقلبك التائه في غوار عينيها.

لا رائحة..لا ألوان..هو شيء بلا رائحة أو ألوان..شيء لا تفهمه أو تتفهمه..ولكنك تصر أن ترسمه..تصر وتقول: سيأتي وقت أشم فيه الألوان وأرى الرائحة.

ويمر الدهر وتسافر السنون..ترى في الانتظار فنون وفنون..تراه يتشكل..يتكون..يتغذى ويمتد حتى ليلتهمك..وتتشعب التفاصيل أكثر فأكثر فأين أنت ؟!

كخطوط فرشاتك أنت.. أحيانا ما تكون عنيفة قوية.. أو ناعمة..مترددة..أو منسابة..تعرف طريقها حقا أو تائهة مرتابة.




أزمة مقتبل العمر..

بقلم:محمود فؤاد



يسحب نفسا عميقا من سيجارته الكليوباترا وصوت dean martin يتسرب في المكان أنه memories are made of this ثم يتنهد ويقول:السعادة تنبع من إشباع الإنسان لرغباته الحيوانية الأنانية البسيطة ودا شيء طبيعي..تأمل أي حمار كدا بعد ما بياكل أو بينط أو بيكون مع القطيع والإحساس بالأمان وغيره..معظم الذكريات السعيدة ف حياتك لو ركزت فيها هتلاقيها كانت إشباع لغرايزك من أول البنت اللي كنت هتموت عليها مرورا بكل بنت معدية في الشارع بتجيبها من فوق لتحت مركزا على الوسط والصدر..حاجتك للشعور بإن في إله بيرعاك وبتلجأ ليه وإنك مميز عن كل أهل الأرض بدينك إلخ إلخ إلخ لحد سيجارة الحشيش اللي وقفت تلفها وتشربها إنتا وصاحبك على ناصية الشارع..والعم dean يكمل:Don't forget a small moonbeam
Fold in lightly with a dream
Your lips and mine
Two sips of wine
ثم يسود الصمت ويستمر حتى تنتهي الأغنية وتبدأ أغنية moody blues:nights in white satin..لأجده يقول:في وقت من الاوقات كان ممكن أعمل أي حاجة عشان العلاقة تنجح بس دلوقت في شعور راسخ بإنها كانت علاقة مشوهة..تعرف ليه بقت مشوهة؟ لأننا كنا مختلفين وكل ما حاولنا نثبت العكس كنا بنأكد أكتر إننا مختلفين..بفتكر اليوم اللي كنت بتمشى فيه مع واحد صاحبي بعد فرح شخص ما..يومها وقفنا قدام بيتها وكنت مش فاكرها وهو قعد يكلمني عن أهلها بالصدفة ومكنتش أعرف إن إحدى ساكنات البيت دا بعد عدة سنوات هتغير مسار حياتي بالكامل وربما للأبد..آه ونسيت أقولك إن الدين بردو وقناعاتها الدينية من أسباب إن العلاقة كانت مشوهة..Some try to tell me, thoughts they cannot defend,
Just what you want to be, you will be in the end

إيه قوانين الصدفة والمنطق اللي جمعتنا وبالسرعة دي فرقتنا معنديش إجابة .
ثم أشعل سيجارة أخرى وكانزاية هاينكين كانت بجواره مع مطلع أغنية john lennon : imagine..إزاي أقدر أقول إن ف هدف وله غاية نهائية أواصل الحياة واحتمالات الغاية دي نفسها حائرة ومترددة والسعي للهدف نفسه كثيرا ما يصاب بالعلة نتيجة لقمع الطبيعة..أنا عاوز بس يقين حقيقي ومعرفة حقيقية ومنطقية وإنسانية..القتل من أجل الجنة..العنصرية من أجل الجنة..الظلم من أجل الجنة.. هتك عرض التفكير من أجل الجنة..التناقض من أجل الجنة..النفاق من أجل الجنة..الكراهية من أجل الجنة..التعذيب من أجل الجنة..أينشتاين بيقول أنا مؤمن بإله أراه ممثلا في التناسق بين الكائنات لا بإله يشغل نفسه بمصير الناس وأعمالهم..أشعر بالملل والسخط لأن هناك من يجبرني على التفكير بطريقة ما لا أستسيغها وأشعر براحة أكثر في حرية التفكير والوصول عن يقين..إلاهي ساعدني حتى أعرفك حقا وأفهمك حقا وأحبك حقا..
Imagine there is no heaven
It's easy if you try
No hell below us
Above us only sky
Imagine all the people
Living for today
Imagine there's no countries
It isn't hard to do
Nothing to kill or die for
And no religion, too
Imagine all the people
Living life in peace

لينكات للأغاني:
-memories are made of this: https://soundcloud.com/bosworthmusic/memories-are-made-of-this-dean
-nights in white satin: https://soundcloud.com/age-r/nights-in-white-satin-the
-imagine: https://soundcloud.com/alicelee18/imagine-john-lennon
 .