بقلم:محمود فؤاد
جلست انتظر وصول أحد
أصدقائي في كافيتريا ذلك الفندق الشهير ذي الأربع نجوم في مدينتي وأخذت أمضي الوقت
وأنا اتأمل الناس الذاهب منهم والآتي واتخيلهم يقيمون علاقات جنسية سويا على دخان
سيجارتي الشرعية الذي يصنع غشاوة رقيقة أمام عيني وغشاوة الحشيش مازالت تملأني
بالبهجة والكحول يغمرني بالحميمية وأبخرته تتهادى بين أنفاسي لتختلط بأبخرة القهوة
المنعشة الصاعدة من فنجاني فيصبح للمشهد سمت إحدى الليالي العربية..أتخيل تلك
الفتاة البيضاء كالحليب بشعرها الأشقر كقطرات من الزيت تترقرق على سطح الحليب
بشفتيها الممتلئتين الورديتين كإحدى بتلات زهرة تنساب على الحليب وجسدها اللدن
الممتليء قليلا المترجرج مع حركاتها كرجرجات الحليب وذلك النادل الأسمر قوي الجسد
والوجه بشعره الأكرت وشفتيه الغليظتين يمتطيها ويسحقها بينما هي تتأوه في غنج
وتتمنع في إقبال مشوب بالغموض..أتخيل تلك السيدة الخمرية الفارعة بارزة الصدر
والقد وهي ترتدي زي الفلامنجو الشهير وتتلوى بجيدها وجسدها وتتطوح بأطراف الزي مع
إيقاع طرقات كعبها العالي و موسيقى إسبانية تسود الخلفية تنهيها بقبلة حارة وملتهبة
مع ذلك الشاب النحيل الأصلع الذي يستدعي المصعد هناك..أتخيل تلك العجوز المتصابية
الجالسة في أقصى المكان بمكياجها الرديء على وجهها الميت وحركاتها المصطنعة
المفتعلة وجسدها المنهك الخشبي وهي تقوم ب(blow job(
لذلك السيد الوقور الذي يجلس على مقربة منها يطالع الجريدة..طبقا للمبدأ
الأنثروبي فلا يمكن ان أتواجد إلا في مجتمع به المقومات التي تسمح بأن أصل لما
أصبحت عليه الآن..ينظر إلي معظم أصدقائي على أنني شيطان زنيم أخفي ذيلي بداخل
بنطالي..قالها لي أحدهم ذات مرة فقلت له:((طب ما تيجي تمصمص في ديلي شوية))..ثم
ماذا في ذلك فقد كان له في أحد اطواره الجنينية ذيل تماما كالسحلية والحمار أبناء
عمومته وأسلافه في السلسلة التطورية..على ذكر مراحل تطور الجنين يباغتني سؤال عن
كيفية اكتشاف مراحل هذا التطور..أتخيلهم يجيئون بعشرات السيدات الحوامل ويبقرون
بطونهم بالسيوف والخناجر ثم يجلسون كالأطفال ليقوموا بلعبة الترتيب فأضحك بشدة.
في العام الماضي بينما أسير مع البعض رأيت قطة صغيرة تنتفض بقوة وقد دهستها
إحدى السيارت وتدلت عينها اليسرى بعصبها البصري كاليويو مبعثرة للدماء في كل
اتجاه..فماذا فعلت؟..ابتعدت عنها قليلا وأنا أشعر بشفقة وأكملت مسيري وأنا أتبادل
نكتة سخيفة مع أحد رفاقي ثم التفت إليها لأجد فتاتين يصرخان وقد فوجئا بها أمامهما..خطر في بالي وقتها لماذا لم أخبر أحد قائدي السيارات أن يدوس
دماغها لينهي معاناتها ثم احملها إلى جانب الطريق..التصرف الصحيح الذي خطر في ذهني
متأخرا بعدما غادرت الشارع كله..لو تكرر هذا الموقف أو طرأ أي موقف الآن أعرف أنني
سأتصرف التصرف الصحيح في وقته وهذا تقدم مذهل حصلت عليه في الفترة الأخيرة.
أشعل السيجارة وراء السيجارة وأطلب فنجانا آخر من القهوة على أن يأتي به
النادل هذه المرة في كوب فقد أصابني ال(orchitis(من فناجينهم
العقيمة هذه..في هذه اللحظة دخل إلى المكان شاب طويل ممتليء الجسد واللغد وجلس على
مقربة مني لخمس دقائق ثم غير المكان ولكنه ظل على مقربة..خمس دقائق اخرى ودخلت إلى
المكان شابة متوسطة الطول والجمال مع والديها فوقف ذلك الشاب مبتسما فتوجها
إليه..تبادلوا المصافحة ثم جلس والدها ببدلته الصيفية إلى جواره تواجهني مؤخراتهم
وجلست والدتها التي تشبه جدة إنجليزية وذلك التعبير الهاديء الحميمي على وجهها
والنظارة ذات الإطار العاجي الرفيع إلى جوار الفتاة التي تبدت أكثر جمالا عن
قرب..تأملت حركات الشاب أثناء الحديث وهو يحاول أن يبدو ظريفا مع لمسة احترام
بطريقة بدت لي مضحكة مع جسده الضخم وهي تجلس في مقابله تتصنع الاهتمام على وجهها
وأخذت أقرأ شفتيها الشهيتين وهي ترد وتحاول أن تظهر الشغف بما يقول بينما حط الصمت
على الوالدين يقطعانه ببعض الكلمات
ويرشفان من كوبي ليمون من حين لآخر فتأكدت انها جلسة تعارف تمهيدا لخطوبة قد تفضي
-وأسفاه-لزواج..أخذت أحدق فيهم بطريقة مباشرة وبخاصة إلى الفتاة وقد بقي البعض من
آثار السطل والكحول في دمي وأنا أشعر بنشوة عارمة تجتاحني..التقت عيني بعينها في
لحظة ما فأدركت أنني اتطلع إليها فتحاشت نظراتي في أول الأمر ثم أخذت تنظر إلي من
آن لآخر بنظرات حاولت أن تبدو عفوية ولكني تلقيتها..شعرت بعد ذلك بتوتر يتبدى في
طريقة حديثها وشرود في لحظات اخرى وقد اختلت بشكل ما محاولات الإنسجام وحل محلها
التململ والقلق..أدركت أني أفسد عليها لحظات ربما تكون بعد ذلك أسعد لحظات
حياتها..أدركت انني أهزها بشدة وأدعم ترددها تجاه من يجلس في مقابلها..أقتل مشاعر
وتجربة خاصة جدا تستعد لأن تخوضها وقد شحذت كل أسلحتها الانثوية(الفائرة)وغير
الأنثوية..أشرت إلى النادل بما معناه الحساب ووضعت ورقة عملة لم انتظر بقيتها
وغادرت المكان..أخرجت الموبايل وضغطت ذر الاتصال و :((شوف حتة تانية نتقابل فيها
يابن دين الكلب))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق