بقلم:محمود فؤاد
لم يعد يتكلم عن ما حدث أو ما يحدث وكأن عدم الكلام عنه سيجعله كأنه لم يحدث..حينما يصيبه الغضب..فقط يصمت..يضغط كتفيه بقوة كأنه يود أن ينكمش أو أن يحبس ذلك الغول بداخله..يقوم بمجموعة من الحركات العصبية كأن يلوي كاحله بقوة أو يقوم بركل الحائط ولكن الألم لا يتوقف..لا يتمسك بأي أمل لأنه يعلم كم أن الأمل قاسي..وكاذب..وإذا لانت الأمور فعليك أن تتوقع الأسوء وتبدأ في البحث عن الخدعة في الأمر..كل ما يريده أن يبتعد عنهم..هم يؤذونه دوما حتى حين لا يقصدون ذلك..يؤذونه حتى حين يحاولون مساعدته لعلمه أنه ليس هناك بشري يقدم لك شيء دون انتظار مقابل منك حتى أقربهم إليك..هو جالس في غرفته بعيدا عن الجميع ولكنه يعلم أنهم سيصلون إليه..لا مهرب..يشعر بالاختناق من الفكرة نفسه..يمكن للناس وهم لا يزالون أحياءا أن يصيروا أشباحا..لكم تمنى أن يصير شبحا فيتخلص من أعباء جسده وأرواح الآخرين المثقلة بأوهامهم..دائما ما رفض ربط نفسه بأشخاص آخرين لأسباب تتعلق بتقلباتهم المزاجية أو هرائهم عن قيم وأخلاق لا يدركون الغاية منها والتي لا تعني له أي شيء أبدا سوى أنها قدر من التفاهات التي تشكل حياتهم البائسة عديمة الفائدة التي هي مهمة فقط لأنهم يعتقدون ذلك..لأنه يخاف أن تخيب توقعاته فيهم بعد أن يرتبط بهم..ولكم خابت..لكنه لم يكن يستطيع منع نفسه عندما يشعر بالحاجة إلى أحدهم.. ..رغم كل ما حدث له مازال يشعر بنفس النوع من الألم..ألم رهيب..يدب الفزع في قلبه ويبث الهلع في أوصاله..يهيم طويلا على وجهه في الشوارع..يقضي يومه هائما دون هدف ودون أن يرى سوى ممر طويل أمامه بلا نهاية..يذهب لمضجعه مكدودا ويحاول النوم..فلا ينام..ينهض بعد مرور الليل..يستأنف دورته كالهوام..يصرخ بداخله أن كفى ولكن الألم لا يتوقف..يستغيث..يشعر بالاختناق أكثر فأكثر..تنفجر الدموع من عينيه ويتهاوى أرضا..ولم يتوقف الألم..يقول:يارب..يارب..والألم مستمر..يتذكر أي لحظة سعيدة في حياته فيجدها جميعا كانت أوهاما عابرة فيصيح بصوت مخنوق طفولي وهو يميل رقبته كالطفل:نفسي أفرح..يحاول أن ينام ولكن جسده لا يكف عن الانتفاض و روحه لا تكف عن الأنين..والصرخات..الصرخات في عقله لا تتوقف..لا يجد أي منطق في أي كلمات يسمعها..فقط أتركوني وشأني..هذا أنا قد انتهيت فماذا تريدون مني..أنا الذي لا علاج لي..اتركوني بعيدا..لا أريد أن أتذكر أو أرى أحدا يذكرني من أنا..فقط احملوني إلى مكان بعيد..بالتأكيد هناك من لن ينساني ولكن حياتكم ستستمر..يتذكر أنه سيقوم كذلك بتدمير حياة أقرب البشر إليه فيتضاعف الألم ويصبح غير محتمل..يغيب عن الوعي..وحتى في أحلامه لا يجد الخلاص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق