أنا

أنا

الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

Helen of Troy by Diane Kruger

 هدية فينوس لباريس..الأمير الطروادي الذي أشعل حربا استمرت لعشرات السنوات تحت أسوار طروادة كما جاء في إلياذة هوميروس..الأمير الذي صادف أن يكون هو الشخص الذي تطلب منه الربات الثلاثة حيرا مليكة الأولمب..منيرفا ربة الحكمة..وفينوس ربة الجمال أن يختار من بينهم من يعطيها التفاحة التي كتب عليها للأجمل والتي تركتها إيريس ربة الخصام التي لم يتم دعوتها إلى حفل زفاف ذيتيس و بليوس فجاءت إليه وهي تستشيط غضبا وتركتها قبل أن ترحل..الأمير الذي سحره جمال فينوس فألقى بالتفاحة في يدها دون تردد مستحقا نقمة وسخط الربتين اللتين لم يقض لأحدهما بالتفاحة..من منا كان ليقوم باختيارآخر؟..الجمال قوة حقيقية وملموسة..الجمال قوة كاسحة مؤثرة لا رادع لها بل ربما هو القوة الوحيدة الحقيقية والمحرك الرئيسي لمسار التاريخ..الجمال هو تجسيد الكمال..الجمال هو تجسيد السيطرة..الجمال يعطيك وعودا متجددة في أصغر تفاصيله لأنك لا تستطيع أبدا أن تحتويه في ذاكرة.. يحاصرك ويلهب جسدك بسياط تؤجج ألسنة من اللهب تسيل عليها أنهار من الفانيليا..يأمر فيطاع ومشيئته كالقدر كذلك..الجمال قوة إلهية..هيلين تجسد فكرة الإلهة وكيف يمكن أن يتحكم الجمال في حياة ومصائر ملايين البشر..كيف أن الجمال يمتلك مشيئته الخاصة التي تحمي وجوده وتفرضه وتجعله أمرا واقعا..الجمال قاسي ومنطقي ويعرف كيف يدبر أموره بواقعية..في الإلياذة الأصلية بعد ان اشتعلت الحرب بسببها وسقط عشرات الآلاف من القتلى ودارت رحى الحرب ومآسيها وتضحياتها لعشرات السنين حتى سقطت طروادة وذبح رجالها وألقى اطفالها من فوق الأسوار وسبيت نسائها وهتكت أعراضهم عادت هيلين إلى ملنيوس زوجها الذي خانته برحيلها مع باريس واحكمت سيطرتها عليه مرة أخرى حتى صار كالعبد بين يديها..حاول المخرج في فيلم طروادة 2004 أن يقدم رؤية واقعية ومنطقية لأحداث الإلياذة وأن ينزع عنها الأسطورية الإلهية مع الاحتفاظ بملحمية الأحداث ولكنه أفقد الملحمة الأصلية الكثير من طبيعتها وشاعريتها وطبيعة الصراع فيها..وفي النهاية.. إذا كنت امتلك مفهوما وتصورا ومقياسا شخصيا لفكرة الجمال فهذا المفهوم يتلخص بشكل كامل في ديان كروجر بكل تفاصيلها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق