داود عبد السيد يزدحم دماغه بالأفكار والانطباعات واللوحات الفنية فيقرر تكديسها في فيلم واحد وهي تستوعب أكثر..يستطيع داود دائما أن يلتقط تلك الحياة الطبيعية الساحرة التي تدور على هامش حياتنا ومجتمعاتنا التي تشوهت تقاوم الموت، مرة أخرى كما فعل في رسائل البحر من قبل ويبدو أنه لكي تقول ما تريد في مجتمعنا فعليك أن تلجأ دوما للرمز كما فعل نجيب محفوظ..مطرب أوبرالي ممثلا للموسيقى الغربية وأزهري مع عوده كممثل للطرب الشرقي وأستاذ فنون جميلة رسام ومخرج أفلام وثائقية إيطالي يصور فيلما عن عاهرات موانيء البحر المتوسط فينتهي به الأمر وقد تزوج مصرية منهم-مجتازا الفروق الدينية والثقافية -يجتمع هؤلاء في بنسيون بسيط التصميم على بحر الأسكندرية تملكه سيدة اسمها ((حياة)) مع ابنتها ((فريدة)) التي هي فريدة بالفعل بقدراتها..هناك رسالة مزدوجة في اسم صاحبة البنسيون..الأولى تقول أن الأنثى هي الحياة-داود عبد السيد يعرف كيف يختار وكيف يخرج تلك الطبيعة المغوية المعقدة للأنثى من ممثلاته كما فعل من قبل مع بسمة في رسائل البحر-..والثانية من اجتماع الفن بأشكاله المختلفة داخل البنسيون المنعزل وتقول بأن الفن هو الحياة وأنه يعيش حالة من العزلة..هنا يصل((يحيى)) الذي هو طبيب موضوع البحث في رسالته عن القدرات الخارقة للبشر..الطفلة تمتلك قدرات التخاطر والاستبصار ويتضح بعد ذلك قدرتها على إشعال الحرائق ذهنيا..الطبيب يمتلك القدرة على تحريك الأشياء عن بعد وتحديد مواقع الأشخاص دون أن يدري..نلاحظ ارتباط هذه القدرات برغبة الشخص في الوصول لهدف ما أو شيء ما أو الرغبة في الحياة كما في حالة الطبيب والطفلة وكذلك الشيخ الصوفي في شوقه لله بينما اختفت هذه القدرات من الأم بعد أن فقدت شغفها في الحياة..أن الرغبة في الحياة والسعي وراء شيء ما يخلق لدينا قدرات غير عادية....هناك لوحتين فنيتين رئيسيتين أحدهما لعم ((حبيب الله))-لاحظ الاسم-فراش البنسيون النوبي وهو يرقص سكيرا على شاطيء البحر وسط الرياح ورذاذ الأمواج منتشيا والثانية للسيرك المتنقل بألوانه وبهجته الذي يمر أمام البنسيون وكأنه قافلة للسعادة..جميع الشخصيات تتناول الخمور وتدرك قيمتها جيدا في جعل الأمور أكثر سلاسة ورحابة وسهولة إما في حالات الاستمتاع والأمسيات الجميلة مع الموسيقى والحكايات الحميمية التي يناسبها النبيذ ، اجترار ذكريات ما أو النسيان يحتاج لشيء أقوى كالويسكي أو الفودكا..هناك إشارات لأسباب التشوه التي تأبى أن تترك هذا البنسيون المنعزل وقاطنيه أو أي شيء جميل باقي كالسيرك في سلام متمثلة في العصبية الدينية وموظفي الدولة ممثلين هنا في أجهزتها الأمنية..ينتهي الفيلم وأنت تدرك أن القدرة غير العادية هي قدرة الإنسان على أن ((يحيى))((حياة))((فريدة)).
أنا

الخميس، 29 ديسمبر 2016
قدرات غير عادية (2015)
داود عبد السيد يزدحم دماغه بالأفكار والانطباعات واللوحات الفنية فيقرر تكديسها في فيلم واحد وهي تستوعب أكثر..يستطيع داود دائما أن يلتقط تلك الحياة الطبيعية الساحرة التي تدور على هامش حياتنا ومجتمعاتنا التي تشوهت تقاوم الموت، مرة أخرى كما فعل في رسائل البحر من قبل ويبدو أنه لكي تقول ما تريد في مجتمعنا فعليك أن تلجأ دوما للرمز كما فعل نجيب محفوظ..مطرب أوبرالي ممثلا للموسيقى الغربية وأزهري مع عوده كممثل للطرب الشرقي وأستاذ فنون جميلة رسام ومخرج أفلام وثائقية إيطالي يصور فيلما عن عاهرات موانيء البحر المتوسط فينتهي به الأمر وقد تزوج مصرية منهم-مجتازا الفروق الدينية والثقافية -يجتمع هؤلاء في بنسيون بسيط التصميم على بحر الأسكندرية تملكه سيدة اسمها ((حياة)) مع ابنتها ((فريدة)) التي هي فريدة بالفعل بقدراتها..هناك رسالة مزدوجة في اسم صاحبة البنسيون..الأولى تقول أن الأنثى هي الحياة-داود عبد السيد يعرف كيف يختار وكيف يخرج تلك الطبيعة المغوية المعقدة للأنثى من ممثلاته كما فعل من قبل مع بسمة في رسائل البحر-..والثانية من اجتماع الفن بأشكاله المختلفة داخل البنسيون المنعزل وتقول بأن الفن هو الحياة وأنه يعيش حالة من العزلة..هنا يصل((يحيى)) الذي هو طبيب موضوع البحث في رسالته عن القدرات الخارقة للبشر..الطفلة تمتلك قدرات التخاطر والاستبصار ويتضح بعد ذلك قدرتها على إشعال الحرائق ذهنيا..الطبيب يمتلك القدرة على تحريك الأشياء عن بعد وتحديد مواقع الأشخاص دون أن يدري..نلاحظ ارتباط هذه القدرات برغبة الشخص في الوصول لهدف ما أو شيء ما أو الرغبة في الحياة كما في حالة الطبيب والطفلة وكذلك الشيخ الصوفي في شوقه لله بينما اختفت هذه القدرات من الأم بعد أن فقدت شغفها في الحياة..أن الرغبة في الحياة والسعي وراء شيء ما يخلق لدينا قدرات غير عادية....هناك لوحتين فنيتين رئيسيتين أحدهما لعم ((حبيب الله))-لاحظ الاسم-فراش البنسيون النوبي وهو يرقص سكيرا على شاطيء البحر وسط الرياح ورذاذ الأمواج منتشيا والثانية للسيرك المتنقل بألوانه وبهجته الذي يمر أمام البنسيون وكأنه قافلة للسعادة..جميع الشخصيات تتناول الخمور وتدرك قيمتها جيدا في جعل الأمور أكثر سلاسة ورحابة وسهولة إما في حالات الاستمتاع والأمسيات الجميلة مع الموسيقى والحكايات الحميمية التي يناسبها النبيذ ، اجترار ذكريات ما أو النسيان يحتاج لشيء أقوى كالويسكي أو الفودكا..هناك إشارات لأسباب التشوه التي تأبى أن تترك هذا البنسيون المنعزل وقاطنيه أو أي شيء جميل باقي كالسيرك في سلام متمثلة في العصبية الدينية وموظفي الدولة ممثلين هنا في أجهزتها الأمنية..ينتهي الفيلم وأنت تدرك أن القدرة غير العادية هي قدرة الإنسان على أن ((يحيى))((حياة))((فريدة)).
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق