(تعبيرا عن الحالة المزاجية في الفترة الحالية وهو سرد به الكثير من التداعي الحر الذي ربما يحمل معنى ما أو قد لا يحمل أي معنى على الإطلاق)
ويك يا سليل التراب،أي عيش كنت تعيشه من غيري؟ألم أنقذك ولو إلى حين من وساوسك وأوهامك؛ألم أكبح لك جماح خيالك الكثير الشطط؟ولولاي لكنت فارقت هذه الكرة الأرضية منذ زمان.
**إبليس مخاطبا فاوست
**إبليس مخاطبا فاوست
بدأ الأمر بذبابة واحدة..ذبابة واحدة مزعجة تصدر أزيزا مزعجا وتهاجمه من آن لآخر بلزوجة مزعجة،في الليل،بينما يجلس إلى مكتبه يطالع كتابا وفي ضوء لمبة النيون البارد تزحف على جلده ببطء، يهشها فتحلق في تثاقل ثم تعود إليه كالمنجذبة إلى مغناطيس وتزيد من حدة أزيزها لتثير أعصابه أكثر فأكثر، بعدها تبتعد وتعود مرة أخرى وأخرى..يرفع رأسه ليطالعها فيجد أنها ضمن فصيلة من..واحد..اثنان..وهذه ثالثة..ثم تظهر رابعة..والخامسة تستقر على مؤخرة عنقه..يطفأ النور ويستخدم وشاحا ملقى على سريره فيطردها إلى ضوء ممر خارجي أصفر خافت.يعود فيشعل الضوء البارد ويجلس إلى مكتبه..يطالع اللوحات المعلقة على حائطه ثم يرشف رشفات متتالية من كوب الكاكاو الساخن ،يرى ناموسة تقف على الرف بجواره بجانب دمية صغيرة لإحدى مخلوقات الجوبلن الخضراء،ناموسة سوداء اللون لها أجنحة عريضة و حجم غير طبيعي،ينهض ويضربها بقوة وهو يتعجب من حجمها وكيف دخلت إلى الغرفة،يعود فيستغرق في القراءة ويرفع رأسه من وقت لآخر يتأمل فكرة ما أو يدون شيء ما في ورقة قريبة،ينمو الصمت أكثر فأكثر مع توغل الليل والذي لا يصنع فارقا في الغرفة موصدة النوافذ المغطاة بستائر ثقيلة خانقة..تعود الذبابة إلى الظهور مرة أخرى،يطردها للممر،يشعل الضوء ليجد ناموسة أخرى بنفس الحجم واللون تقف في ذات الموضع،يجد صرصارا ضخما يظهر من خلف برواز معلق على الحائط وبه صورة بالأبيض والأسود لإحدى فتيات الجايشا اليابانية،أمسك بخفه في يده ورفع اللوحة استعداداً ليدهسه بقوة فوجد خلفها صرصارا ضخما آخر يحيط به العشرات من الصغار يسيرون في اتجاهات متقاطعة وعشوائية،فجأة توقفت،يكاد يقسم أنها تحدق إليه،أجفل فاختل توازنه وسقط أرضا،تلفت يمينا ويسارا ليجد طوابيرا طويلة من النمل الجبلي الأسود الكبير تتحرك هنا وهناك،خيوط العنكبوت تدلى من السقف ومن الستائر وعناكب كبيرة لم ير مثلها من قبل تتنقل هنا وهناك،هناك على مكتبه حشرة فرس نبي خضراء في حجم جرو صغير تقف على مكتبه ثابتة كتمثال ثم تدير وجهها ببطء مئة وثمانين درجة لتنظر إليه وتحرك قرون استشعارها للأمام وللخلف بالتبادل وترفع أرجلها المفصلية الطويلة ذات الشوكات الجانبية وتلوح بها كالفرس،الناموسة قد ظهرت مرة أخرى في مكانها ولكن نطاط حقل في حجم رأس إنسان بالغ يحط ورائها ويميل رأسه فيلتهمها مع الجوبلن..يركض تجاه الباب فيتدلى أمامه عنكبوت أسود بأرجله الثمانية التي تتلوى ومؤخرته المحببة الرمادية كبيض الأسماك،يفتح الباب رغم ذلك ويركض فيشعر بالعنكبوت يزحف على يده،تملكته الهيستريا وهو ينفضه فيعود.. ينفضه فيعود..ينفضه فيعود.
فتح عينيه فزعا،عينا واحدة في الحقيقة،ضوء القمر يغطي جسده بضوئه العاجي،حاول أن ينهض فلم يتحرك قيد أنملة، عادت إليه ذاكرته،يرقد هو وحيدا في قاع تلك الحفرة،تحطمت عظام قدميه وحوضه،لابد أنها تحطمت لكنه لا يشعر بذلك،تحطمت فقرات ظهره هي الأخرى فأصابه شلل رباعي وفقد الإحساس في النصف السفلي من جسده ولكن تلك الأفعى لم تختار أن تضع بيضها هناك،وضعته على بطنه تأتي إليه من وقت لآخر فترقد عليه ويشعر بملمسها عبر ملابسه الممزقة ولكن لحسن حظه اختارت حشرات أخرى المنطقة السفلية لتضع بيضها في جروحها وتستمتع الآن يرقاتها بلحمه الدافيء المليء بالعصارة..بينما عينه اختارت-ياللشاعرية-ذبابة الماشية لتضع بها يرقاتها وتمص رحيقها مع دمائها وتذيقه عذاب آيو التي أحبها زيوس فحولتها هيرا زوجته إلى بقرة وجعلت ذبابة الماشية تطاردها فتسومها العذاب كما في التحول لأوفيد وكتابات إسخيلوس..الذبابة التي أسرعت بكليوباترا خارج معركة أكتيوم البحرية كما وصفها شكسبير ترقص هنا في تجويف عينه السابقة.
فتح عينيه فزعا..يرى نفسه جرادة تحلق مع سرب كبير..يمتد إليه هو بالذات لسان طويل لحرباء فيلتف حوله ويجره إلى معدتها.
سيدي رجل الرمال أحضر لي حلما.
يفتح عينيه فزعا فيجد زوجته وقد انتهى من ممارسة الجنس معها قد تحولت إلى أنثى فرس نبي عملاقة تستدير برأسها وتقضم رأسه وبينما هي في فمها تحركت عيناه فرأتها تضع البيض على جسده حتى يجد صغاره ما يأكلون عندما يأتون للعالم.
اجعله الأجمل من كل الذي رأيته.
فتح عينيه فزعا فوجد نفسه يرقد في سريره..حاول أن يعتدل فلم يستطع..حرك أقدامه وذراعيه فسقط عنه غطاؤه ليطالع ثلاثة أزواج من الأرجل المفصلية تبرز من جانبيه..كان قد تحول إلى صرصار عملاق.
اعطه شفتين كالورد وأوراق البرسيم الناعم
وأخبره أن ليالي وحدته قد انتهت
وأخبره أن ليالي وحدته قد انتهت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق