تمر عربات المترو أمامي كعجلة الروليت..اترقب أن ترسو الكرة على عربة فارغة قليلا..تبدو العربات كشريط سينمائي تظهر عليه مشاهد مختلفة في نفس موقع التصوير..ينفتح الباب وتندفع موجات البشر صعوداً و هبوطاً..أصعد لينغلق الباب بعدي بلحظات فأدس السماعات في أذني..أعددت قائمة تشغيل تبدأ ب forgiven لفريق within temptation وتنتهي بمقطوعة canon in D major ل Johann Pachelbel ووقفت اتأمل المحيطين وأحاول أن أقرأ شفاههم ولغة أجسادهم..كان هناك هذا الطفل الصغير يجلس في جانب العربة وقد تلطخ وجهه عند جانبي فمه وأنفه بالغبار ومادة شحمية سوداء وأحاطت بعينيه هالات سوداء وغطى البقية الشحوب فبدا كوجه مهرج حزين..تابعته بهدوء لأجده ينهض ويسير قليلا ثم يمد يده ليلتقط ورقة بخمسة جنيهات بارزة من جيب أحد الركاب..التقت عينانا في هذه اللحظة فابتسمت وابتسم فاتجهت لطخات الفحم إلى أعلى وارتسمت على وجهه صورة مهرج سعيد.
****
اقتربت محطتي فعدلت هندامي وحملت حقيبتي..انفتحت الأبواب ووضعت قدمي على الرصيف..رفعت رأسي لأجدها تتحرك في سرعة تجاه عربتي..نظرت إلى صدر قميصي وانفرج وجهها ثم رفعته ناحيتي وابتسمت..ابتسمت أنا بدوري وأنا أدير وجهي إليها بينما تصعد هي إلى العربة..وقفت في مواجهة العربة والتقت عينانا في حوار طويل ليس بقوانين هذا البعد الزمني..وقبل أن تتحرك العربة تحسست شعرها المربوط كذيل الحصان وأمالت رأسها قليلا تجاه كفها الذي رفعته تلقي التحية فرفعت كفي بدوري ثم انغلق الباب وانطلق القطار..كان مكتوبا على قميصي "the Oldman and the sea"..العجوز والبحر..تذكرت العجوز يقول:"ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل"..استدرت لاختلط بكل موجات البشر هذه التي أصبحت لا تعني لي شيئاً ..وانطلقت من فمي زفرة حارة اختلطت هي الأخرى بأنفاسهم وحرارة القضبان.
****
اقتربت محطتي فعدلت هندامي وحملت حقيبتي..انفتحت الأبواب ووضعت قدمي على الرصيف..رفعت رأسي لأجدها تتحرك في سرعة تجاه عربتي..نظرت إلى صدر قميصي وانفرج وجهها ثم رفعته ناحيتي وابتسمت..ابتسمت أنا بدوري وأنا أدير وجهي إليها بينما تصعد هي إلى العربة..وقفت في مواجهة العربة والتقت عينانا في حوار طويل ليس بقوانين هذا البعد الزمني..وقبل أن تتحرك العربة تحسست شعرها المربوط كذيل الحصان وأمالت رأسها قليلا تجاه كفها الذي رفعته تلقي التحية فرفعت كفي بدوري ثم انغلق الباب وانطلق القطار..كان مكتوبا على قميصي "the Oldman and the sea"..العجوز والبحر..تذكرت العجوز يقول:"ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل"..استدرت لاختلط بكل موجات البشر هذه التي أصبحت لا تعني لي شيئاً ..وانطلقت من فمي زفرة حارة اختلطت هي الأخرى بأنفاسهم وحرارة القضبان.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق